تذكار استشهاد القديس اوساغينوس الجندى.. في مثل هذا اليوم، استُشهد القديس أوساغنيوس، الذي كان جنديًا في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير.

قصة القديس اوساغينوس الجندى

كان القديس اوساغينوس الجندى معروفًا برحمته الكبيرة. وحدث أن قسطنطين، عندما رأى علامة الصليب، لم يكن يفهم معناها آنذاك لأنه لم يكن قد اعتنق الإيمان بعد. فاستفسر من هذا الجندي عن معناها، فأخبره بأنها علامة السيد المسيح. هذا الأمر دفع قسطنطين للتفكير في هذه العلامة، خاصةً عبارة “بهذا تغلب” المكتوبة عليها. وعندما حلّ الليل، ظهر له السيد المسيح في حلم، وأراه علامة الصليب، وأمره بأن يصمم أعلام جيشه على مثالها.

في الصباح، نفذ الملك ما أمره به الرب، فحقق النصر على أعدائه، ودخل روما ظافرًا. ومنذ ذلك الحين، صار قسطنطين مسيحيًا، وأسهم في نشر الإيمان المسيحي في كل المسكونة. أما أوساغنيوس، فقد عاش حتى بلغ من العمر مئة وعشرين عامًا واستمر حتى عهد الإمبراطور يوليانوس الجاحد.

القديس اوساغينوس الجندى

في يوم من الأيام، كان يسير القديس اوساغينوس الجندي في أحد شوارع إنطاكية، فوجد شخصين يتنازعان. أوقفاه طالبين منه الفصل بينهما احترامًا لشيخوخته الموقرة. استجاب لطلبهما وحكم بما أرضاهما. ومع ذلك، سعى بعض الأشرار للإيقاع به، فأخبروا الملك يوليانوس أنه نصّب نفسه حاكمًا للمدينة.

استدعاه الملك ووبّخه بشدة قائلاً: من أعطاك الحق لتكون حاكمًا وقاضيًا؟ أجابه القديس اوساغينوس الجندى بشجاعة: أنا لست حاكمًا ولا قاضيًا، لكنك أنت الذي تركت عبادة إله السماء الذي بين يديه روحك، وانصرفت إلى عبادة الأوثان النجسة. لم تتبع نهج الملوك الذين سبقوك. لقد خدمت في الجندية تحت قيادة الإمبراطور البار قسطنطين لمدة ستين عامًا، ومن بعده مع أبنائه، ولم أرَ أحدًا أسوأ منك.

استشهاد القديس اوساغينوس الجندى

اشتد غضب الملك عليه وأمر بصلبه وتعذيبه بإشعال المشاعل في جانبيه. تحمّل القديس اوساغينوس الجندى هذه الآلام بصبر ومحبة للسيد المسيح. وأخيرًا، أمر الملك بقطع رأسه. قبيل تنفيذ الحكم، طلب أوساغنيوس من السياف أن يمهله للصلاة. وبعد أن انتهى من صلاته، قُطعت رأسه ونال إكليل الشهادة.