لحظات صعبة مرت كساعات طوال لم يتخيل ذلك الأب المكلوم أن تمر عليه، لم يحسب حسبانها أو يعد لها العدة، وكلمات كانت كالخناجر التي مزقت قلبه، تلك اللحظات إلى لم تمر مرور الكرام، بل توقف عندها الزمن فقد علم للتو بفقد نجله، لم تتحمل مسامع "محمد" وطأة الخبر الذي استقبله بدموع منهمرة وقلب مخفق، في حالة من عدم التصديق.
بداية الواقعة
بدأت تفاصيل الحادث بتلقى الأب مكالمة هاتفية طلبت منه الحضور على الفور لمكان بالقرب من مكان درس ابنته الصغرى، دون إبداء أسباب، أحس قلب الأب بريبة وتملك منه القلق، فهو يعلم أن نجله خرج مع شقيقته ليوصلها لمكان الدرس، ولكنه لم يكن يعلم هول ما كان ينتظره.
مكالمات تطالب الوالد بالحضور
مكالمات عدة تتابعت على هاتف هذا الأب من أرقام غريبة تطالبه بالحضور إلى ملف السلام بجوار "النساجون الشرقيون" فوراً، دون إخباره بتفاصيل ما حدث، فأحس بالقلق وتسرب الخوف إلى قلبه.
هرول هذا الأب إلى المكان الذي تبلغ به، تسابقه خطوات قدمه، في حالة من التوتر وتسارع في ضربات القلب، ليعثر على نجله ملقى على جانب الطريق، مغطى بملاءة تلونت بلون الدماء، وابنته الصغرى في حالة هستيرية من الضراخ والبكاء تردد "زياد راح يابابا" حاول الأب استجماع شجاعته والتقدم في خطوات بطيئة لرفع الغطاء ويداه ترتعدان يخشى ما قد يراه من منظر يفطر قلبه، ليرى ولده قد فارق الحياة إثر حادث أليم حاول خلاله إنقاذ حياة شقيقته، فقد ضحى بنفسها لينقذها.
تفاصيل الحادث
لم تنتبه تلك الفتاة الصغيرة للشاحنة (تريللا) القادمة نحوها بسرعة كبيرة، فقام شقيقها الأكبر "زياد" 16 سنة بدفعها بعيداً بسرعة ليلقى حتفه بدلاً منها، في مشهد أبكى كل من رأوه من المارة أو السائقين، في حاله من الذهول وعدم التصديق، يروى الأب تفاصيل الحادث الذي سمعه من قبل شهود العيان، وعيناه تملؤها الدموع، فالأمر يفوق استيعابه.
بلاغ بمصرع شخص
كانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغًا من الأهالي يفيد بوقوع حادث ووفاة شاب، وعلى الفور انتقلت قوة من قسم شرطة السلام إلى مكان الواقعة.
وبالانتقال والفحص، تبين وفاة “زياد محمد”، 16 سنة، وإصابة شقيقته بكدمات متفرقة بالجسد، وتم التحفظ على السائق للتحقيق معه، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
0 تعليق