تتطلب خطة الحياد الكربوني في فيتنام بحلول عام 2050 استثمارات ضخمة للانتقال من نظام طاقة يعتمد على الوقود الأحفوري إلى نظام خالٍ من الكربون.

وقدّر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات في فيتنام بما يزيد على 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2050.

وتبدو تكلفة الحياد الكربوني في فيتنام باهظة للغاية؛ بسبب هيمنة الوقود الأحفوري على مزيج الكهرباء والطاقة فيها بصورة واسعة النطاق؛ ما يتطلب إنفاقًا ضخمًا للتحول عن هذا الوضع.

وتعتمد فيتنام على الوقود الأحفوري في توليد 58% من احتياجاتها من الكهرباء، بينما بلغت حصة الطاقة المتجددة شاملة الكهرومائية قرابة 42%، بحسب بيانات مركز إمبر عن عام 2023.

كما تصنّف الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا ضمن أكبر 20 دولة مستهلكة للفحم في العالم، مع اعتمادها عليه في توليد ما يتراوح من 35% إلى 40% من احتياجات الكهرباء المحلية.

توزيع تكلفة الحياد الكربوني في فيتنام

تشمل تقديرات تكلفة الحياد الكربوني في فيتنام، الاستثمارات المطلوبة في جوانب العرض والطلب، استنادًا إلى سيناريو صافي الانبعاثات.

ويتطلب هذا السيناريو استثمار تريليون دولار في جانب الطلب، و1.4 تريليون دولار في جانب العرض خلال المدة من 2024 إلى 2050، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

ففي جانب العرض، يتطلب هذا السيناريو زيادة قدرة توليد الكهرباء عبر نشر مصادر الطاقة المتجددة بمعدلات سريعة لتمكين قطاع الطاقة في فيتنام من الوصول إلى ذروة انبعاثاته في عام 2026.

ويستلزم هذا الهدف ضخ استثمارات سنوية لزيادة قدرة الكهرباء تتراوح بين 25 و36 مليار دولار سنويًا خلال المدة (2024-2040)، تنخفض بعد ذلك إلى 21 مليار دولار سنويًا في المتوسط خلال المدة من 2041 إلى 2050.

كما يتطلب هذا السيناريو تركيز استثمارات إنتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 55% و70% حتى عام 2040.

ويستلزم ذلك -بالضرورة- تخصيص 11% من الاستثمارات لقطاع بطاريات تخزين الكهرباء حتى 2040، ثم زيادتها إلى 33% حتى عام 2050.

وهناك حاجة ماسّة إلى دعم قطاع البطاريات لمعالجة مشكلة التوليد المتقطع لمصادر الطاقة المتجددة المعوَّل على مضاعفة حصتها في مزيج الكهرباء الفيتنامي خلال العقود المقبلة.

كما تتطلب جهود خفض انبعاثات محطات الكهرباء العاملة بالفحم والغاز التوسع في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، بحسب التقرير.

استثمارات المركبات الكهربائية

تتطلب إستراتيجية الحياد الكربوني في فيتنام نشر المركبات الكهربائية على نطاق واسع خلال العقود المقبلة، وإحلالها محل المركبات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.

ويتطلب هذا الهدف ضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 983 مليار دولار في قطاع المركبات الكهربائية حتى عام 2050، بما يعادل 34.6 مليار دولار سنويًا في المتوسط.

ومن المتوقع، حسب هذا السيناريو، استحواذ قطاع سيارات الركاب على نصف استثمارات المركبات الكهربائية في فيتنام حتى 2050، يليها قطاع الشاحنات.

بينما يُتوقع استثمار 120 مليار دولار في المركبات الكهربائية ذات العجلتين حتى منتصف القرن، بسبب شعبية هذا القطاع في البلاد.

في المقابل، يجب أن تنخفض استثمارات المركبات التقليدية بسرعة من 6.6 مليار دولار سنويًا حتى عام 2030 إلى 0.4 مليار دولار سنويًا حتى عام 2040.

استثمارات الصناعة والكربون والهيدروجين

يتطلب سيناريو الحياد الكربوني في فيتنام ضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 153 مليار دولار لإزالة الكربون من قطاع الصناعة بين عامي 2024 و2050.

ومن المتوقع -وفق هذا السيناريو- أن تستحوذ إزالة الكربون من قطاع الصلب على 59% من إجمالي هذه الاستثمارات، يليها قطاعات الأسمنت والبتروكيماويات.

على الجانب الآخر، يتطلب سيناريو الحياد الكربوني في فيتنام ضخ استثمارات تصل إلى 285 مليار دولار في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين حتى عام 2050.

وتحتاج محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري وحدها إلى استثمارات تصل إلى 42 مليار دولار لتركيب أجهزة التقاط الكربون وتخزينه بها.

بينما تحتاج البنية التحتية لالتقاط الكربون وتخزينه ونقله إلى استثمارات تصل إلى 64 مليار دولار حتى عام 2050، بحسب تقديرات شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. بيانات مزيج الكهرباء في فيتنام من مركز إمبر.
2. تقدير تكلفة الحياد الكربوني في فيتنام من شركة أبحاث بلومبرغ.