مصر تتحول إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال وسط تحديات الطاقة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد مصر التي لطالما كانت مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال، تحوّلاً استراتيجياً في سياسات الطاقة عبر العودة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجاتها المحلية المتزايدة في ظل تحديات إنتاج الطاقة.

استيراد الغاز الطبيعي المسال 

طبقا لـ تحيا مصر، أعلنت الهيئة العامة للبترول عن طرح مناقصة لاستيراد أربع شحنات من الغاز الطبيعي المسال، يتم تسليمها في شهري فبراير ومارس، على أن تُغلق المناقصة في 27 يناير. 

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع، حيث تمكنت مصر بالفعل من تأمين ما يتراوح بين 15 إلى 20 شحنة من احتياجاتها للربع الأول من عام 2025، اعتماداً على اتفاقيات ثنائية مع شركاء دوليين.

ارتفاع الاستهلاك وانخفاض الإنتاج

يشير التحول المصري نحو استيراد الغاز إلى تزايد الاستهلاك المحلي مع تراجع الإنتاج المحلي. فعقب صيف 2024 الحار، الذي دفع البلاد لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، امتد الاعتماد على هذه الواردات خلال فصل الشتاء. 

ووفقاً لبيانات بلومبرج، ارتفعت واردات مصر من الغاز العام الماضي إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2017.

دور مصر في سوق الغاز العالمية

رغم حجم المناقصة الحالي المحدود نسبياً، إلا أن مصر استقبلت ثلاث شحنات في يناير، مما يعكس استمرار الحاجة إلى الغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك، يمكن أن يوفر حجم المناقصة الأصغر بعض التوازن في سوق الغاز العالمية، التي تواجه ضغوطاً بعد انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

إلى جانب ذلك، يبرز الدور المصري في التأثير على ديناميكيات السوق، حيث تضع البلاد نفسها في منافسة مع الأسواق الأوروبية والآسيوية، مما يؤثر على تسعير الغاز الطبيعي المسال عالمياً.

اتفاقيات ثنائية لتخفيف الضغوط

اتخذت مصر خطوات لتقليل الاعتماد على المشتريات الفورية عبر إبرام اتفاقيات ثنائية تغطي معظم احتياجاتها من الغاز خلال الربع الأول من العام. كما أن بعض الشحنات، التي كانت مقررة في أواخر 2024، تأجلت إلى بداية 2025، ما يعكس مرونة في إدارة الطلب المحلي.

مستقبل الطاقة في مصر

تؤكد العودة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال على واقع جديد تواجهه مصر، حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين تلبية احتياجاتها المحلية وضمان دورها كلاعب فاعل في سوق الطاقة العالمية. وبينما تعمل الدولة على معالجة نقص الطاقة محلياً، تظل أفعالها محط أنظار الأسواق الدولية التي تتابع تأثيراتها على العرض والطلب.

إن التطورات الأخيرة تشير إلى أن مصر لن تكتفي بمعالجة تحدياتها الطاقوية، بل ستستمر في التأثير على المشهد العالمي، ما يبرز أهمية سياستها في استيراد الغاز الطبيعي المسال على المستويات الإقليمية والدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق