خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعات نمو الطلب على النفط في 2025، فيما حذرت من أن تؤدي العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا وإيران إلى زيادة الضغط على الإمدادات.

وترى الوكالة الدولية، في تقريرها الشهري الصادر اليوم الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني (2025)، أن الطلب العالمي سينمو بمقدار 1.05 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، بانخفاض 30 ألف برميل يوميًا عن تقديرات ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وشهدت توقعات نمو الطلب على النفط لعام 2024 تعديلًا صعوديًا من قبل وكالة الطاقة الدولية، حيث ارتفعت بمقدار 90 ألف برميل يوميًا لتصل إلى 940 ألف برميل يوميًا، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (ومقرّها واشنطن).

وجاء هذا التعديل مدفوعًا بالأداء القوي في الربع الرابع، والذي سجل نموًا بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا، وهو الأعلى منذ الربع نفسه من عام 2023، متجاوزًا التوقعات السابقة بمقدار 260 ألف برميل يوميًا.

ويشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي فرض عقوبات إضافية على صادرات الطاقة الروسية، إلى جانب تشديد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول.

الطلب على النفط عالميًا

بحسب ما جاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية، ساهمت عدة عوامل في تعزيز نمو الطلب على النفط عالميًا خلال عام 2024، منها:

• انخفاض أسعار الوقود.
• برودة الطقس في نصف الكرة الشمالي.
• توافر المواد الخام البتروكيماوية لتعزيز الاستهلاك.

وأشار التقرير إلى أن الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الرابع من عام 2024 ارتفع بمقدار 250 ألف برميل يوميًا، ما ساهم في رفع تقديرات النمو العالمي للعام نفسه بمقدار 90 ألف برميل يوميًا.

في المقابل، كانت اتجاهات الطلب في الدول غير الأعضاء في المنظمة متفاوتة؛ حيث سجلت الصين نموًا سنويًا متواضعًا خلال نوفمبر/تشرين الثاني، بينما جاءت التوقعات للطلب في السعودية والبرازيل والهند أقل من المتوقع.

ويرصد الرسم أدناه، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إجمالي الطلب على النفط حسب المنطقة:

ارتفاع المعروض العالمي من النفط

على الجانب الآخر، سجل المعروض العالمي من النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال ديسمبر/كانون الأول (2024) بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 103.5 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 390 ألفًا على أساس سنوي.

وجاء هذا النمو مدفوعًا بزيادة الإنتاج من الدول الأفريقية الأعضاء في تحالف "أوبك+"، ما عوض التراجع الموسمي في إمدادات الدول غير الأعضاء في التحالف.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع المعروض العالمي بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا خلال عام 2025، ليصل إلى 104.7 مليون برميل يوميًا، مقارنة بزيادة قدرها 660 ألف برميل يوميًا في 2024.

من جهة أخرى، من المتوقع أن تضيف الدول غير الأعضاء في أوبك+ 1.5 مليون برميل يوميًا في 2025، كما كان الحال في 2024، بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وغايانا وكندا والأرجنتين.

وفي الوقت نفسه، يدرس أعضاء أوبك+ تقليص التخفيضات الطوعية الإضافية في الإنتاج، وقد يرفعون مستويات الإنتاج إذا تطلب الأمر ذلك، ما يساهم في مواجهة أي اضطرابات محتملة في الإمدادات، بالإضافة إلى تلبية النمو المتوقع في الطلب العالمي على النفط.

ارتفاع إنتاج المصافي

أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج مصافي التكرير ارتفع بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا على أساس شهري، ليصل إلى أعلى مستوى في 5 سنوات عند 84.3 مليون برميل يوميًا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول.

كما ارتفع إنتاج المصافي بنحو 930 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي، وكان ذلك مدفوعًا بزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا.

ومن المتوقع أن يواصل إنتاج المصافي في الارتفاع خلال 2025 بمقدار 660 ألف برميل يوميًا، بعد أن شهد زيادة بمقدار 510 آلاف برميل يوميًا في 2024.

يستعرض الجدول التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، توقعات الطلب العالمي على النفط في 2025 لـ3 مؤسسات الكبرى:

ارتفاع مخزونات النفط

بحسب ما جاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية، شهدت مخزونات النفط العالمية زيادة في نوفمبر/تشرين الثاني بلغت 12.2 مليون برميل، ليصل إجمالي المخزونات إلى 7.65 مليار برميل.

في المقابل، هبطت مخزونات النفط التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 20.1 مليون برميل، ليصل الإجمالي إلى 2.74 مليار برميل، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس/آب 2022.

من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط إلى ما فوق 80 دولارًا للبرميل في أوائل يناير/كانون الثاني، مدفوعة بتشديد العقوبات على النفط الروسي والإيراني، بالإضافة إلى موجة البرد في أميركا الشمالية.

تأثير العقوبات الأميركية على إمدادات النفط

حذر تقرير وكالة الطاقة الدولية من أن العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على روسيا في 10 يناير/كانون الثاني للحد من عائدات قطاع النفط الروسي قد يبلغ تأثيرها في تدفقات إمدادات النفط.

واستهدفت العقوبات اثنين من أكبر منتجي النفط (غازبروم نفط وسورغوت نفط غاز)، وأكثر من 160 ناقلة نفطية تحمل النفط لروسيا وإيران وفنزويلا، بالإضافة إلى شركات تأمين السفن، ما يزيد من تعقيد حركة تجارة النفط.

في الوقت ذاته، تتزايد التوقعات بأن الإدارة الأميركية المقبلة قد تتخذ موقفًا متشددًا تجاه صادرات النفط الإيراني.

وفي حالة حدوث انخفاض كبير في إمدادات النفط نتيجة لتأثيرات الطقس أو العقوبات أو أي تطورات أخرى، يمكن سحب كميات من مخزونات النفط لتلبية الاحتياجات في المدى القريب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

1. توقعات الطلب على النفط من وكالة الطاقة الدولية.
2. رسم يوضح الطلب على النفط حسب المنطقة من ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
3. رسم يوضح توقعات الطلب العالمي على النفط في 2025 من ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.