سوريا ., يعيش الشارع السوري في حالة من عدم الاستقرار والارتياح ، خاصة بعد انتشار ظاهرة التواجد المسلحين في بعض المناطق ذات الانتماءات الدينية والمذهبية ، حيث يقومون بنشاطات دعوية تثير الجدل وتؤدي إلى صراعات اجتماعية. تعتبر الحوادث الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد مثل حي السيلمانية في حلب، واحدة من أبرز هذه الظواهر التي تثير مخاوف بعض الفئات الدينية.

حوادث الدعوة الدينية تثير الاحتكاك في سوريا

مؤخرًا ، شهد حي القصاع في دمشق ، الذي يضم غالبية مسيحية ، حادثة مشابهة عندما تجولت سيارة دعوية تابعة لمجموعة مسلحين بهدف نشر مناشير تحث على الالتزام بالنقاب .

هذه الخطوة أثارت مشاجرة بين شباب الحي والمجموعة المسلحين ، تصاعدت بعد أن أطلق أحدهم النار في الهواء .

مما دفع السكان لمحاولة التعرف على هوية هؤلاء المسلحين ومحاسبتهم ، ما دفع إلى انتشار شائعات حول اعتقالهم من قبل الأمن السوري. وفي مدينة جبلة العلوية، بلغ الأمر ذروته عندما نظّموا ملتقى ديني شارك فيه مجاهدون أجانب، ما أثار غضب الشارع المحلي، وأسفر عن اعتقال الأمن لمنظم هذا النشاط.

التوترات الأمنية وتعزيز الإجراءات الطائفية

على خلفية هذه الحوادث، ظهرت قرارات مثيرة للجدل، مثل فصل النساء عن الرجال في وسائل النقل الداخلي بالعاصمة دمشق، حيث يتم تخصيص مقاعد النساء في الجزء الخلفي من الحافلات .

هذا القرار لاقى ردود فعل متباينة في الشارع السوري، بين مؤيد ومعارض. وفي حادثة أخرى، اختُطف رجل مسيحي في اللاذقية من قبل مجموعة مسلحة ادعت أنها تابعة لهيئة تحرير الشام، وطالبت بفدية مالية كبيرة. تمكن الأمن السوري لاحقًا من تحريره والقبض على الخاطفين.

التوترات الطائفية في سوريا وتحديات العودة

تزامنت هذه الحوادث مع تصاعد الاحتقان الطائفي في المناطق الساحلية السورية، خاصة في اللاذقية، حيث شهد حي الصليبة تظاهرة تطورت إلى صراع طائفي، مما استدعى تدخل قوات الأمن. من جهة أخرى، في ريف إدلب، بدأ المسيحيون في القرى مثل القنيّة واليعقوبية والجديدة بالتفاؤل بعد الموافقة على إعادة أراضيهم إليهم .

وطلبت الكنيسة اللاتينية من أصحاب المنازل المسيحية عدم تجديد عقودها حتى يتمكنوا من استعادة ممتلكاتهم وضمان عودة آمنة لهم.