دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي لطرق دفن الموتى عند امتلاء القبور

the24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول كيفية التعامل مع حالة امتلاء المقابر وعدم وجود مكان للدفن حيث جاء نص السؤال: "عندنا مقبرة امتلأت بالموتى الذين صاروا عظامًا وليس عندنا مكان آخر للدفن، فكيف نصنع بالموتى الجُدُد؟".

وردت دار الإفتاء بأنه في حال امتلاء القبور يجب البحث عن مكان آخر للدفن، حيث لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا في حالات الضرورة القصوى مثل عدم وجود مكان للدفن. وفي هذه الحالة يُسمح بدفن أكثر من ميت في القبر نفسه مع ضرورة الفصل بينهم بحاجز حتى لو كانوا من نفس الجنس. كما أشارت إلى إمكانية إنشاء أدوار داخل القبر الواحد إذا تعذر وجود مكان جديد أو تغطية الميت القديم بقبو من الطوب أو الحجارة بحيث لا يلامس جسده، ثم وضع التراب فوقه ودفن الميت الجديد.

وأكدت دار الإفتاء أن دفن الميت يعتبر تكريمًا للإنسان مستشهدة بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ۝ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ [المرسلات: 25-26]. وأوضحت أن دفن الميت ومواراة جسده فرض كفاية، أي إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.

وبالنسبة لكيفية دفن الميت، أشارت دار الإفتاء إلى أن السنة تقتضي وضع الميت في القبر على شقه الأيمن مع توجيه وجهه نحو القبلة وهو ما اتفق عليه الأئمة الأربعة وحذرت من وضع الميت بشكل مخالف، مثل توجيه رجله نحو القبلة، كما هو شائع في بعض المناطق بمصر.

وأضافت دار الإفتاء أن طريقة إدخال الميت إلى القبر تعتمد على فتحة القبر المتاحة. فإذا كانت الفتحة من جهة رجلي الميت، يُدخل الميت من جهة رأسه ثم يُسحب إلى داخل القبر دون الدوران به. 

أما إذا كانت الفتحة من جهة أخرى، فيتم إدخاله بالطريقة التي تتيحها فتحة القبر، مع مراعاة وضعه في النهاية على شقه الأيمن وتوجيه وجهه للقبلة.

واستشهدت دار الإفتاء بأقوال الفقهاء، مثل الإمام ابن قدامة في "المغني" والإمام ابن حزم في "المحلى"، الذين أكدوا أن كيفية إدخال الميت إلى القبر تعتمد على السهولة واليسر للقائمين بالدفن، مع ضرورة الالتزام بوضع الميت على شقه الأيمن وتوجيه وجهه للقبلة.

كما أوضحت دار الإفتاء بعض السنن المستحبة عند الدفن، مثل الدعاء للميت، وحل أربطة الكفن، وقول "باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله" أو "على سنة رسول الله". 

بالإضافة إلى وضع شيء تحت رأس الميت، مثل لبنة أو حجر، وحثو التراب على القبر ثلاث مرات من جهة الرأس، والدعاء للميت بعد الفراغ من الدفن وسؤال التثبيت له.

وختمت دار الإفتاء بتأكيد أهمية تجنب الخلافات بين المسلمين في مثل هذه الأمور، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]، وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق