ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم الصلاة والوضوء في حالة الشعور بالنعاس، وجاء نص السؤال: "يغلبني النعاس أحيانًا في الصلاة؛ فما حكم الصلاة والوضوء في هذه الحالة؟".
رد دار الإفتاء:
أجابت دار الإفتاء بأن النعاس أو النوم اليسير لا ينقض الوضوء ولا يبطل الصلاة باتفاق الفقهاء. وأوضحت أن ما ينقض الوضوء ويبطل الصلاة هو النوم المستغرق الذي يصل إلى القلب ويُفقد الإنسان إدراكه، بحيث لا يشعر بما حوله، لأنه في هذه الحالة يكون مظنة لحدوث ما ينقض الوضوء.
تعريف النعاس:
أشارت دار الإفتاء إلى أن النعاس -كما عرّفه أهل اللغة- هو فتور يصيب الجسم، وهو أول درجات النوم، حيث يشعر الإنسان بالرغبة في النوم ولكنه لا يصل إلى مرحلة فقدان الإدراك. أما النوم فيشمل استرخاء الجسم وغَلَبة العقل وسقوط الحواس.
تأثير النعاس على الوضوء والصلاة:
النعاس أو النوم اليسير: لا ينقض الوضوء ولا يبطل الصلاة.
النوم المستغرق: ينقض الوضوء ويبطل الصلاة إذا كان الشخص غير مدرك لما حوله.
واستشهدت دار الإفتاء بأقوال الفقهاء في هذا الصدد، منها:
ابن عابدين في "رد المحتار": النعاس لا ينقض الوضوء.
الكاساني في "بدائع الصنائع": النوم المضطجع ينقض الوضوء، أما النوم القليل فلا.
النووي في "الروضة": النعاس وحديث النفس لا ينقضان الوضوء.
ابن قدامة في "المغني": من لم يغلب على عقله فلا وضوء عليه.
الأدلة الشرعية:
استدلت دار الإفتاء بحديث رواه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا نَعَسَ أَحَدُكُم وَهُو يُصَلِّى فَلْيَرْقُد حَتَّى يَذهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فإنَّ أَحَدَكُم إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّه يستَغفِر فَيَسُبَّ نَفْسَهُ».
وقد فسّر الفقهاء هذا الحديث بأنه يدل على أن النعاس لا ينقض الوضوء ولا يبطل الصلاة، بينما النوم المستغرق هو الذي ينقض الوضوء.
0 تعليق