في إطار التحضير لتنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى، يستعد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض وهو يحمل رؤية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، قائمة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي، مع التركيز على مواجهة التحديات الكبرى في ساحة الاقتصاد العالمي.
فمن خلال محادثات تجري في الدوحة ودعماً قطرياً مصريًا أمريكياً، تم التوصل إلى اتفاقات تهدف لإنهاء الحرب المستمرة في غزة، وهي خطوة تمثل بداية تنفيذ سياسة ترامب الدبلوماسية في المنطقة.
التهديد الأكبر لترامب
ولكن ترامب لا يقتصر على مواجهة الأزمات الإقليمية فحسب، بل يضع في حساباته مواجهة التهديد الأكبر الذي يراه وهو الصين، التي تزداد قوتها الاقتصادية على الساحة الدولية.
وفي هذا الصدد، قال أحمد عطا، الباحث السياسي في منتدى الشرق الأوسط بلندن، في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر"، إن رؤية الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن منطقة الشرق الأوسط أصبحت واضحة ومحددة المعالم مع اقتراب موعد تنصيبه.
ترامب يكسب الرهان في غزة
وأكد عطا أن ترامب يراهن على إنهاء الحرب في قطاع غزة كأحد أولوياته الأساسية، مشيرًا إلى أن المفاوضات التي جرت في الدوحة تمثل أحد أبرز إنجازاته في هذا السياق، حيث تم التوصل إلى هدنة بجهود شراكة قطرية أمريكية، بدعم من مصر والدول الخليجية، لتمتد إلى مرحلتين، الأولى لمدة 42 يومًا، ومن ثم العمل على إنهاء الحرب بشكل كامل.
وفيما يخص السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، أوضح عطا، أن ترامب يعتمد سياسة توافقية، وهي عكس السياسة الأحادية التي تميزت بها الإدارة السابقة. وأضاف أن ترامب يسعى لإعادة التواجد الأمريكي في المنطقة، ولكن بطريقة ناعمة تهدف إلى إعادة بناء الشراكات الاقتصادية أولًا، مع التركيز على مشروعات اقتصادية مشتركة.
حرب الثروات المتجددة
ولفت إلى أن القوي الكبرى الثلاثة، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين، تركز بشكل متزايد على "حرب الثروات المتجددة"، وهي منابع الطاقة والمعادن في القارة الأفريقية.
وأشار عطا إلى أن ترامب يتحرك في اتجاهين رئيسيين: الأول هو استعادة التواجد الأمريكي في المنطقة عبر الشراكات الاقتصادية مع مختلف الأطراف، والثاني هو مواجهة التهديد الصيني الذي يشكل أكبر منافس للولايات المتحدة.
ترامب رجل أعمال بالدرجة الأولى
وذكر أن ترامب، الذي يُعتبر رجل أعمال بالدرجة الأولى، يضع الاقتصاد على رأس أولوياته، معتبراً أن السياسة بالنسبة له هي مجرد تصريحات وليست أرقام وعوائد اقتصادية
وأضاف الباحث السياسي أن ترامب يطمح إلى إنهاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، بما في ذلك الحرب في غزة، ليتفرغ لمواجهة الصين، التي تُعتبر التحدي الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.
وأوضح أن ترامب يسعى لاستعادة قوة أمريكا الاقتصادية والسياسية عبر تخفيف الأعباء العسكرية والاقتصادية في الشرق الأوسط، وبالتالي التركيز على تعزيز النفوذ الأمريكي في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة.
غلق الحدود وتهريب المخدرات وقضايا المثليين تحديات على طاولة ترامب
وتحدث عطا عن التحديات الداخلية التي يواجهها ترامب في الولايات المتحدة، ومنها قضايا مثل غلق الحدود أمام اللاجئين من المكسيك، ومكافحة تهريب المخدرات من خلال العصابات في أمريكا اللاتينية، إضافة إلى العنف المسلح بين المراهقين وإعادة قوانين تخص قضايا المثليين.
وأشار إلى أن ترامب يهدف إلى إنهاء الصراع في الشرق الأوسط كخطوة مهمة للاستعداد لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، التي تعتبر حاسمة في استعادة مكانة الولايات المتحدة العالمية.
لا يعنيه بايدن
وأكد عطا أن ترامب لا يهتم بإثبات فشل إدارة بايدن، بل يركز على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الصراعات والعنف، سواء بين إسرائيل والدول العربية أو داخل المنطقة نفسها.
واختتم إلى أن ترامب مارس ضغوطًا شديدة على الأطراف المعنية، بما في ذلك تهديداته القوية حول العواقب التي قد تواجهها المنطقة إذا لم يتم إنهاء الحرب، ليتمكن بذلك من التفرغ لاستعادة القوة الاقتصادية الأمريكية، في ظل ديون أمريكية تفوق 33 تريليون دولار
0 تعليق