تعرف ان فيه مصطلحات كتير بتسمعها ومتعرفش انها بتأثر على حياتي وحياتك.. طب تعرف ان من المصطلحات دي  العجز في ميزان المدفوعات.. والعجز ده مش مجرد رقم بيظهر في التقارير الاقتصادية لكن ليه علاقة مباشرة بكل شيء حوالينا؟ العجز ده اللى ظهر في تقرير البنك المركزي المصري للربع الأول من السنة المالية 2024/2025، وصل لـ 991.2 مليون دولار مقارنة بفائض 228.8 مليون دولار في نفس الفترة من العام اللي فات.. طب ده معناه إيه؟ وهل ده مؤشر خطر على الاقتصاد؟ ولا الموضوع أكبر من كده؟

أول حاجة خلينا نعرف يعني إيه ميزان المدفوعات؟

ببساطة  ميزان المدفوعات هو تقرير بيعرض حركة الفلوس بين الدولة والعالم الخارجي.. يعني بيشوف دخلنا كام وبنطلع كام.. ولو اللى  دخلنا أكبر من اللى خرج بنقول إن عندنا فائض في الميزان.. ولو العكس يبقى عندنا عجز.. يعني بكل بساطة ده زي الحساب بينا وبين باقي دول العالم.

طب إيه اللي حصل في الربع الأول؟

في الفترة من يوليو لسبتمبر 2024  سجلنا عجز 991.2 مليون دولار بعد ما كنا في فائض قدره 228.8 مليون دولار في نفس الفترة من السنة اللي فاتت.. يعني لو بصينا على الأرقام هنلاقي إن الوضع تغير بشكل ملحوظ.. وده معناه إننا بندفع أكتر من اللي داخلنا أو بمعنى أصح، بنصرف فلوس أكتر من اللي داخلنا من الخارج.

بس في حاجة مهمة حصلت.. في الوقت اللى كان فيه العجز ده..  ظهر حاجة تانية إيجابية المعاملات الرأسمالية والمالية كان ليها أداء قوي.. يعني رغم إننا بنصرف أكتر من اللي داخلنا لكن دخلنا فلوس من بره عن طريق الاستثمارات..  مصر استقبلت حوالي 3.8 مليار دولار من الاستثمارات مقارنة بـ 1.8 مليار دولار في نفس الفترة من السنة اللي فاتت يعني في زيادة قوية في تدفق رؤوس الأموال من الخارج لمصر.

طيب الاستثمارات الأجنبية كانت عاملة إزاي؟

الاستثمار الأجنبي المباشر زاد بنسبة كبيرة كمان..و حصل تدفق مباشر لمصر بـ 2.7 مليار دولار خلال الربع الأول من السنة دي، مقارنة بـ 2.32 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.. ودي زيادة تقدر تلمسها لو انت شغال في أي قطاع في مصر لأن الاستثمارات دي هي اللي بتخلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد.

طب الوضع في الموازنة العامة؟

وزارة المالية عندها أخبار إيجابية .. العجز في الموازنة العامة للدولة انخفض بشكل كبير في أول 5 شهور من السنة المالية 2024/2025.. انخفض العجز من 652.6 مليار جنيه في نفس الفترة من السنة الماضية لـ 560.6 مليار جنيه، يعني بنسبة 3.28% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ 4.66% في العام اللي فات. يعني الوضع أفضل.. ورغم ان لسه في تحديات لكن في حاجة تانية مهمة .. الفائض الأولي يعني الفرق بين الإيرادات والنفقات قبل خدمة الدين، سجل 170 مليار جنيه..و ده أعلى فائض تاريخي في نفس الفترة.. والمميز كمان إن الإيرادات الضريبية زادت بنسبة 38.4%.. يعني الناس بتدفع ضرائب أكتر والسبب في كده هو تعافي النشاط الاقتصادي وحل أزمة الدولار.

طب إيه علاقة كل ده بالأوضاع الاقتصادية؟

لما يحصل عجز في ميزان المدفوعات زي ما حصل في الربع الأول..  ده ممكن يأثر على الاحتياطيات النقدية للدولة ويأثر على قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية..  لكن لما يكون عندك استثمارات داخلية وخارجية بتدخل البلد، ده بيحقق توازن اقتصادي وبيساعد على تقليل التأثير السلبي.. وكمان لما الحكومة تقدر ترفع الإيرادات الضريبية ده بيساعد في تقليل العجز في الموازنة العامة ويساهم في استقرار الوضع المالي.

خلاصة الكلام .. لازم نكون فاهمين ان العجز في ميزان المدفوعات بيخلينا نحتاج نكون أكثر حرصًا على زيادة الإنتاج وجذب الاستثمارات.. لكن في نفس الوقت الفائض الأولي والإيرادات الضريبية اللي زادت بيعطونا أمل في تحسن الوضع الاقتصادي.