قبل ساعات من بدء إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، شهدت وزارة الخارجية الأمريكية موجة من الاستقالات القسرية بين كبار الدبلوماسيين، ووفقًا لصحيفة «واشنطن بوست»، طلب فريق ترامب الانتقالي من عدد من المسؤولين تقديم استقالاتهم، في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل الوزارة استعدادًا لتعيين مسؤولين يتماشون مع سياسات ترامب الجديدة، ضمن تغييرات تهدف إلى تعديل ملامح الإدارة المنتهية ولايتها برئاسة جو بايدن.
الهدف من الاستقالات
وعلى الرغم من أن الإدارات الأمريكية السابقة كانت تحافظ على الدبلوماسيين المحترفين في المناصب العليا خلال فترة الانتقال، إلا أن قرار طلب الاستقالات كان جزءًا من مساعي ترامب لإعادة تشكيل وزارة الخارجية بما يتماشى مع أجندته السياسية.
وكان هدف ترامب واضحًا وهو قطع العلاقات مع سياسات إدارة بايدن والتركيز على تعزيز سياسة «أمريكا أولًا» التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، كما أوضح المتحدث باسم فريق ترامب الانتقالي: «من المناسب أن يسعى الانتقال إلى مسؤولين يتشاركون رؤية الرئيس ترامب …لدينا الكثير من الإخفاقات التي يجب إصلاحها، وهذا يتطلب فريقًا ملتزمًا يركز على نفس الأهداف».
وتشمل أولويات ترامب في السياسة الخارجية فرض تعريفات جمركية على الحلفاء والأعداء، ووقف الحرب الروسية الأوكرانية، وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التركيز على قضايا الهجرة والحد من وجود المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.
استقالات قسرية
من بين أبرز المستقيلين وكيل الوزارة للإدارة، جون باس، ومساعد وزير الخارجية، جيف بايات، كما شملت الاستقالات أيضًا عددًا من كبار المسؤولين الذين شغلوا مناصب رفيعة في وزارة الخارجية خلال إدارات سابقة.
وفي الأسبوع الماضي، طلب مساعدو ترامب من 3 دبلوماسيين كبار يشرفون على القوى العاملة والتنسيق الداخلي في الوزارة الاستقالة، وفقًا لوكالة «رويترز».
وأعرب هؤلاء المسؤولين استيائهم بسبب السرعة التي تمت بها الاستقالات، وأشار البعض إلى أن ذلك جرى بدون تحذير مسبق أو ضمانات حول فرصهم للعودة داخل الوزارة في المستقبل، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه أن القرار النهائي يعود إلى الإدارة الجديدة.
اختيارات جديدة وتعيينات قادمة
اختار ترامب تكليف أكثر من 20 مسؤولًا رفيعًا لتولي المناصب القيادية في وزارة الخارجية بشكل مؤقت، وهؤلاء المسؤولون كانوا يشغلوا مناصب رئيسية خلال فترة ترامب الأولى في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، أو كانوا متقاعدين.
ومن بين هؤلاء المسؤولون، ليزا كينا، التي كانت تشغل منصب أمينة سر في وزارة الخارجية خلال فترة وزير خارجية ترامب في فترته الأولي، مايك بومبيو، وهي مرشحة لتولي منصب وكيل الوزارة للشؤون السياسية.
0 تعليق