الحقيقة كل سنة أكتر من موقع يطلبوا مني أكتب حاجة عن 25 يناير، و دايما كنت برفض، كنت حاسة أن فيه حاجز نفسي مخليني مش قادرة اكتب، السنة دي قررت أكسر الحاجز ده و اكتب.
بالنسبة لي ثورة 25 يناير هي من أفضل الحاجات اللي حصلت في البلد دي بغض النظر عن كل اللي حصل بعدها، بس الحقيقة مصر كانت محتاجة جرس إنذار، حاجة تفوق الكل و تصحي الناس.
أنا شخصيا مكنتش من المتضررين قبل الثورة، أنا كنت بشتغل كويس و ناجحة جدًا و مستقرة ماديا و اجتماعيا، بس مثلا عمري ما قدرت انخرط في عمل عام أو سياسة من بعد الجامعة، كل الطرق كانت مقفولة
النقابات معظمها تحت الحراسة و الأحزاب تقريبا مش موجودة، فكنت مكتفية بالشغل و الأسرة و بس.
لما نزلت الميدان حسيت أن كان فيه حاجة ناقصة في حياتي وأني لقيتها، قررت أسيب شغلي وقتها و تفرغت للعمل الحزبي لفترة و شاركت في كم من المبادرات للتوعية و دايما بقول اني نزلت الشارع و لسه مرجعتش.
تقييم ثورة يناير هيكون دايما شخصي بالنسبة لكل اللي عاصروها، و بالنسبة لي هي فتحت عيني عن مصر مكنتش اعرفها، كلنا كنا عايشين في الفقاعات الخاصة بينا و مكناش شايفين كم التدهور اللي حصل في البلد غير في الأفلام و كنا حاسين طول الوقت انهم بيبالغوا، بس الحقيقة بعد ما نزلت و لفيت محافظات مصر كلها سواء مع الحزب أو بعد كده مع النقابة، اكتشفت ان الحقيقة كانت أسوأ من اللي كان بيطلع في الأفلام.
اكتشفت ان مصر اتعرضت على مدار عقود طويلة لإفساد ممنهج في الإعلام و التعليم و الثقافة، ان حصل انهيار كامل في منظومة التعليم و منظومة الصحة و في الأخلاق و حصل تجريف متعمد لكل الكفاءات اللي كانت ممكن تنهض بالبلد واللي نفدوا كانوا نسبة قليلة جدا و بالصدفة البحتة.
أهم مكسب من وجهة نظري لـ 25 يناير هو أنها فتحت أبواب كانت مقفولة جوه عقول عدد كبير من الناس و خلتهم يشوفوا الدنيا من منظور مختلف و كسرت ثوابت كتير و سمحت للجيل اللي عاصرها و هم صغيرين انهم يسألوا و يتناقشوا في كل حاجة و أي حاجة و دي بداية كويسة لأي تفكير نقدي ممكن ينقل البلد دي نقلة تانية
و أخيرا تحية لكل المخلصين اللي شاركوا في الثورة و كان عندهم أمل كبير في التغيير و في أنهم يعملوا فرق حقيقي حتى لو ده متحققشي و تحية لكل الشهداء اللي فقدوا أرواحهم و هم بيهتفوا و بيغنوا في حب الوطن.
و يعيش أهل بلدي
0 تعليق