"أمشاوار" يسلط الضوء على معاناة مواطني طاطا بعد شهر من "فاجعة السيول"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سلط لقاء “أمشاوار” الميداني، الذي تقوده لجنة “نداء طاطا”، اليوم السبت، الضوء على “استمرار معاناة” المتضررين من السيول الجارفة التي ضربت الإقليم، وسط دعوات لـ”تجاوز عقبات عملية الإحصاء”.

وأثثت اللقاء، الذي خصص جدولا زمنيا “غنيا”، شهادات حية لمتضررين من السيول الجارفة، مستعيدا ذكريات الفاجعة، حيث يتواصل أثر فقدان المنازل والواحات بـ”قساوة”.

ووفق لجنة “نداء طاطا”، فإن هذا اللقاء، المنعقد بواحة “توك الريح”، يهدف إلى إشراك فاعلين سياسيين ومدنيين، إلى جانب أبناء المنطقة، من أجل البحث عن الحلول المستقبلية للإقليم وتطوير السياسات والتشريعات المرتبطة بالكوارث.

في جلسة معنونة بـ”توثيق وتقييم الأضرار”، تحدث الحسين الجعفري قائلا: “ليلة هيجان الوادي كانت مؤلمة للغاية، وأثرها مستمر إلى اليوم”.

وأضاف الجعفري أن “الأثر متمثل في فقدان المنازل وتهدم الواحا. وبعد سماع خطوة الملك محمد السادس، شعر الجميع بالارتياح”، مستدركا أن “جهود الملك رافقها غياب إحصاء سليم من قبل اللجنة المكلفة بهذه العملية، حيث تم إحصاء فئة دون أخرى”.

وكشف المتحدث ذاته أن “الساكنة لم تجد بجانبها المسؤولين الذين ينصتون لها، وبعضهم عوض الاستماع لهم لامهم على العيش بجانب الوادي”.

وأشار محمد الإدريسي، وهو متضرر آخر جاء للتحدث في “أمشاوار”، إلى أن العيش بجانب الوادي سببه “غياب حل آخر سوى تلك المنطقة، خاصة أن الإقليم يعاني من تعقيدات في مساطر البناء، سواء المتعلقة بأراضي الجموع وذوي الحقوق، أو المساطر المماثلة في المناطق الحضرية”.

وشدد الإدريسي على أن “معيار البناية المتضررة كليا أو جزئيا غير سليم في مسألة الإحصاء؛ لأن من عاش هول تلك الليلة لن يقطن في منزله مجددا، بل سيبحث عن بديل آمن حيث يمكنه إقناع عائلته بالبقاء بلا قلق”.

وتابع المتحدث نفسه: “المحاصيل الزراعية تضررت، والآبار تهدمت، ويحتاج الفلاحون الذين فقدوا مصدر معيشتهم اليومي إلى دعم استعجالي”، مبينا أن “الساكنة المتضررة تحتاج، حاليا، إلى حلول استعجالية وليست طويلة الأمد”.

وفي السياق ذاته، اعتبر الإدريسي، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، أن “من فقد منزله وواحته لا يمكن أن يبقى هكذا لوقت طويل، وعلى الأقل يجب توفير حواجز بالوديان لحماية الدواوير المتضررة من خطر مائي قادم في المستقبل”.

واقترح الحسن أيت لاح، أحد المتضررين الحاضرين للقاء، أن يتم “استعجال بناء الآبار المهدمة، وأن تقوم سلطات وزارة الفلاحة باستشارة الساكنة قبل أي مشروع جديد، حماية لهم وللمنطقة”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “المنطقة تعاني من التهميش، وطموح الساكنة هو الارتقاء بها لتصل إلى مستوى مغرب الحاضر”، مؤكدا أنه “لا يمكن لبلدنا أن يسير بسرعتين”.

في بداية اللقاء، استعرض رشيد البلغيتي، منسق “نداء طاطا”، حضور أحزاب ومركزيات نقابية وجمعويين ومثقفين، في لقاء “أمشاوار” الذي يستمر حتى يوم غد الأحد.

وأضاف منسق “نداء طاطا” أن توقيعات النداء “جمعت بين الهامش والمركز، بهدف تحقيق المصلحة العامة بما ينفع جميع المغاربة”.

وأورد المتحدث ذاته أن “أمشاوار” “مصطلح يجسد لقرون ما يتم تسميته اليوم بالديمقراطية التشاركية، حيث يجلس الناس لمناقشة أوضاعهم ومصلحتهم بما يخدم الجماعة والدوار”.

وكشف البلغيتي أنه “مع مرور كل هذا الوقت على فيضانات الجنوب الشرقي، لم يتم إحصاء ما يصل إلى 70 بالمائة من المتضررين بطاطا حتى الآن”، مشيرا إلى أن “هؤلاء الذين لم يطرق بابهم أحد في دواويرهم البعيدة، عندما طرقوا باب المسؤولين لم يجدوا أحدا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق