دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى خفض أسعار النفط العالمية، مطالبًا السعودية ومنظمة أوبك بـ"خفض تكلفة النفط"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال ترمب إنه فُوجئ بأن السعودية ودول أوبك الأخرى لم تعمل على خفض أسعار النفط، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وكرر ترمب تهديده باستعمال الرسوم الجمركية لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، خلال مخاطبته لقادة العالم المجتمعين في دافوس اليوم الخميس (23 يناير/كانون الثاني 2025).
وتحوّلت أسعار النفط إلى الانخفاض بعد حديث الرئيس دونالد ترمب، إذ هبط خام برنت تحت 79 دولارًا للبرميل، بحسب المتابعة اللحظية لجلسة التداول من جانب منصة الطاقة المتخصصة.
خفض أسعار النفط
زعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن انخفاض أسعار النفط من شأنه أن يؤدي إلى انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الفور.
وقال في خطاب افتراضي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن "الأسعار مرتفعة الآن بما يكفي لاستمرار هذه الحرب".
ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أكد ترمب أن السعودية وأوبك كان يجب عليهما خفض أسعار النفط منذ مدّة طويلة: "هم مسؤولون، إلى حدٍ ما، عما يحدث".
وتوقع أن تتمكّن منظمة الدول المصدّرة للنفط من خفض التضخم والسماح بخفض أسعار الفائدة عن طريق خفض أسعار النفط، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وقال ترمب: "مع انخفاض أسعار النفط، سأطالب بخفض أسعار الفائدة على الفور.. وبالمثل، يجب أن تنخفض في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن أسعار الفائدة المرتفعة أدت إلى زيادة العجز، وأسفرت عما وصفه بالكارثة الاقتصادية في عهد سلفه جو بايدن.
وقال: "يبدأ هذا بمواجهة الفوضى الاقتصادية الناجمة عن السياسات الفاشلة للإدارة الأخيرة"، مشيرًا إلى فرض قيود مدمرة على الطاقة، ولوائح معوقة وضرائب خفية لم يسبق لها مثيل.
التعرفات الجمركية الأميركية
قال الرئيس دونالد ترمب، في كلمته أمام منتدى دافوس، إن الدفعة الرئيسة في ولايته الثانية ستكون استعمال التعرفات الجمركية لدفع التصنيع إلى العودة للولايات المتحدة.
وحذّر الرئيس الأميركي من أنه قد يفرض تعرفات جمركية ما على مجموعة واسعة من السلع، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: "إذا لم تصنع منتجك في أميركا، وهو حقك، فبكل بساطة، سيكون عليك دفع تعرفة جمركية، بمبالغ متفاوتة، لكنها تعرفة ستوجه مئات المليارات من الدولارات، بل وحتى تريليونات الدولارات إلى خزينتنا".
وأشاد بالتزامات الشركات بالاستثمار في الولايات المتحدة، ورحّب بخطط مجموعة سوفت بنك (SoftBank) للمساعدة في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وتطرّق إلى وعد من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتوسيع الاستثمارات والتجارة مع الولايات المتحدة بمقدار 600 مليار دولار، قائلًا إنه سيضغط على ولي العهد لرفع هذا الرقم إلى تريليون دولار.
محطات كهرباء جديدة في أميركا
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب حاجة الولايات المتحدة إلى مضاعفة إنتاجها من الكهرباء جزئيًا لتغذية الذكاء الاصطناعي.
وأعلن أنه سيسرع من الموافقات على محطات الكهرباء الجديدة، التي يمكن للشركات أن تضعها بجوار مصانعها، وهو أمر غير ممكن حاليًا بموجب اللوائح، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" (The Guardian).
وقال: "سنبني مرافق توليد الكهرباء.. سأحصل على الموافقة بموجب إعلان الطوارئ.. يمكنني الحصول على الموافقات بنفسي دون الحاجة إلى المرور بسنوات من الانتظار".
يأتي هذا في الوقت الذي من المتوقع أن يرتفع فيه الطلب على الكهرباء من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.
فقد ركزت شركات التكنولوجيا التي تبني المراكز التي تدعم الذكاء الاصطناعي في المقام الأول على شراء الطاقة المتجددة، على الرغم من أنها أظهرت اهتمامًا متزايدًا بالطاقة النووية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة.
لكن المحللين يعتقدون أن الغاز الطبيعي سيؤدي دورًا محوريًا، على الأقل في الأمد القريب إلى المتوسط؛ لأنه متوفر بكثرة، وهو أكثر موثوقية من مصادر الطاقة المتجددة، ويمكن نشره بصورة أسرع بكثير من الطاقة النووية.
وفي هذا الشأن، قال ترمب إن الشركات ستكون قادرة على تزويد محطات الكهرباء بأي شيء تريده، وسيكون "الفحم الجيد والنظيف" وقودًا احتياطيًا، وفق التصريحات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال ترمب مدافعًا عن الفحم: "لا شيء يمكنه تخريب الفحم، لا الطقس، ولا قنبلة".
علاقة أميركا بالصين وأوروبا
تحدث ترمب بصفة إيجابية عن علاقته بالرئيس الصيني شي جين بينغ، وألقى باللوم على سلفه جو بايدن في العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين، معربًا عن أمله في أن تتمكن الصين من المساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال ترمب: "كل ما نريده هو العدالة"، مضيفًا أنه يسعى إلى تكافؤ الفرص مع الصين، بحسب ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).
كما انتقد ترمب اللوائح التنظيمية في أوروبا، زاعمًا أن الاتحاد الأوروبي يعامل أميركا بصورة غير عادلة وسيئة للغاية.
واشتكى الرئيس الأميركي من أن أوروبا لا تشتري المنتجات الزراعية لبلاده أو السيارات الأميركية، بل ترسل السيارات إلى الولايات المتحدة بالملايين.
وانتقد التنظيم الأوروبي لشركات التكنولوجيا الأميركية، قائلًا إنهم يريدون مليارات الدولارات من آبل وغوغل وفيسبوك.
وقال: "هذه شركات أميركية، سواء أعجبك ذلك أم لا"، معتبرًا أن الغرامات المفروضة على هذه الشركات هي "شكل من أشكال الضرائب".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تصريحات الرئيس دونالد ترمب عن خفض أسعار النفط من وكالة بلومبرغ.
- تصريحات إضافية عن بناء محطات الكهرباء والتعرفات الجمركية المرتقبة من صحيفة "ذا غارديان".
- تصريحات إضافية عن علاقة ترمب بالصين من صحيفة "فايننشال تايمز".
0 تعليق