ساعات من الأمطار الغزيرة تغرق طنجة .. والعمدة يدافع عن التدابير

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد الانزعاج الذي عبر عنه مسؤولون ومنتخبون في مدينة طنجة من التصنيف المتدني الذي منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم لعاصمة البوغاز جاءت الأمطار لتفضح ما ووري من سوأة المدينة وبنياتها التحتية، التي ضاقت وفاضت قنواتها بعد تساقطات غزيرة شهدتها في ظرف وجيز.

شوارع أحياء مختلفة ومتفرقة في أنحاء المدينة مترامية الأطراف غمرتها الفيضانات والسيول التي فاجأت الباعة الجائلين وأصحاب “الكرارس” و”الفراشة” من بائعي الخضر والفواكه ومواد أخرى، جرفتها السيول، مخلفة وراءها وضعا أكثر تعقيدا لهذه الفئة من المجتمع.

وعاشت “عروس الشمال” ليلة أخرى وضعتها ضمن دائرة الريبة وفقدان الثقة في بنيتها وجمالها، بعد المشاهد المثيرة التي تناقلها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتكشف الوجه “البئيس” للمدينة التي يهيم فيها سكانها قبل زائريها.

“بنديبان”، “المرس”، “بني مكادة”، “العوامة”، “مغومة”… أحياء وأخرى عاشت ليلة فريدة مع السيول التي أغرقت أزقتها وأطلقت حملة واسعة من “الكوميديا السوداء” التي رثى فيها أبناء طنجة حال مدينتهم، التي تعاقب على تدبيرها عمداء من ألوان سياسية مختلفة.

بل إن الوضع الذي ظهرت عليه المدينة مع التساقطات المطرية دفع البعض إلى تسجيل مقاطع ساخرة وسط المياه التي غطت كل الشوارع وملتقياتها في المناطق المنخفضة، متسائلين عن إمكانية إنجاح استقبال المدينة “المونديال” بهذه البنيات. وعلق أحد الطنجيين ساخرا: “الحمد لله أن كأس العالم ينظم في الصيف”، وهي عبارة لخصت كل شيء.

مشاهد الأمطار والسيول المفاجئة جعلت مجلس المدينة وعمدتها منير ليموري، المسؤول الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، في مرمى الانتقادات التي انهالت عليه من كل حدب وصوب، محملة إياه مسؤولية الوضع الكارثي الذي عاشته المدينة بعد التساقطات المطرية.

جريدة هسبريس الإلكترونية حاولت التواصل مع عمدة المدينة ونوابه الذين تفادى عدد منهم الإجابة عن أسئلة الجريدة، وفضلوا الاختباء وراء بيان “غارق في العموميات”، يتحدث عن مساهمة جماعة طنجة في “تعزيز منظومة الصمود الحضري وتحسين تدبير المخاطر المرتبطة بالتقلبات المناخية”.

وأكد البيان الذي تلقت هسبريس نسخة منه أن جماعة طنجة تواصل، بتنسيق مع مختلف المتدخلين الترابيين، “تنزيل مقاربة استباقية قائمة على التدخل الفوري والجاهزية المستمرة لمواجهة تداعيات التساقطات المطرية الموسمية”.

واعتبر المجلس الجماعي أن التساقطات التي شهدتها المدينة الليلة الماضية، و”بلغ معدلها خلال ظرف وجيز 27 ملم”، شكلت مناسبة لـ”تفعيل البروتوكولات المعتمدة لضمان انسيابية الحركة والحفاظ على السير العادي للحياة اليومية وتأمين سلامة المواطنين والبنيات التحتية”.

وأشار المصدر عينه إلى أنه فور تسجيل هذه التساقطات “عبأت الجماعة كافة مواردها البشرية واللوجستيكية المتاحة، بتنسيق مع السلطة المحلية وشركة التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل، لتنفيذ تدخلات ميدانية استعجالية تستهدف احتواء أي تأثير محتمل لهذه الأمطار على مختلف المرافق الحضرية”.

كما أكدت الجماعة أنه مباشرة بعد الأمطار المسجلة “تمت عمليات إزالة الأوحال والترسبات الطينية بمختلف النقاط التي شهدت تجمعًا لمياه الأمطار، وإعادة فتح المحاور الطرقية الرئيسية في آجال قياسية، بما يضمن استمرارية حركة السير وتأمين ولوج المواطنين للخدمات الأساسية”، وفق البيان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق