تسطّر أول سفينة تعمل بالهيدروجين خالية من الانبعاثات في العالم صفحة جديدة في قطاع الضيافة المستدام، ضمن إطار جهود أوسع لتحقيق تحول الطاقة العالمي، وفق آخر تحديثات الصناعة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واقتحمت سفينة إنرجي أوبزرفر (Energy Observer) قطاع الضيافة العالمي عبر بوابة مجموعة الفنادق الفرنسية أكور (Accor) التي أبرمت شراكة مع الأولى لخفض آثار بصمتها الكربونية في تلك الصناعة الحيوية.
ويمثّل مشروع إنرجي أوبزرفر خطوة كبيرة إلى الأمام في إظهار إمكانات التحول الطموح بمجال الطاقة، لا سيما القطاع البحري.
ويشكّل النقل البحري 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا سنويًا، ويتمثل طموح الشركة المطورة لسفينة إنرجي أوبزرفر وشركائها في تقديم حلول نموذجية تسهم بخفض -أو حتى إزالة- الانبعاثات الناجمة عن عمليات نقل البضائع.
خطوة أولى نحو الاستدامة
تُعدّ الشراكة التي أبرمتها أكور مع أول سفينة تعمل بالهيدروجين في العالم "إنرجي أوبزرفر" خطوة أولى ملموسة في الجهود المبذولة بوساطة الشركة لتطوير قطاع ضيافة مستدام يؤدي دورًا في تحقيق أهداف الحياد الكربوني عالميًا.
وضخّت أكور -كذلك- استثمارات في إي أو ديف (EODev)، وهو فرع التطويرات التابع لشركة إنرجي أوبزرفر، لاستكشاف تقنيات من شأنها أن تطور حلول طاقة مبتكرة للفندق مستقبلًا بهدف خفض الانبعاثات الكربونية.
و"إي أو ديف" شركة صناعية تعمل في مجال تطوير أنظمة بحرية سهلة الوصول إليها، وتتمتع بخبرات عريضة في دمج خلايا الوقود في البيئات الصعبة.
إنرجي أوبزرفر.. مختبر عائم
منذ أن أطلقت أولى رحلاتها في أبريل/نيسان (2017) من ميناء سان مالو شمال غرب فرنسا، وحتى نهاية حملتها العالمية في العام المنصرم، طافت إنرجي أوبزرفر حول 50 دولة، وتوقفت في 101 محطة؛ إذ قطعت مسافة تزيد على 68 ألف ميل بحري، أي 3 أضعاف محيط الكرة الأرضية.
وتعمل السفينة بمزيج من أشكال الطاقة المتجددة وأشرعة الدفع وسلسلة إنتاج الهيدروجين الكاملة باستعمال التحليل الكهربائي لمياه البحر، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ السفينة بمثابة مختبر ومنصة بحثية وابتكارية حقيقية؛ إذ يقودها طاقم متنوع من البحارة والمهندسين والصحفيين والعلماء، وهي تستكشف وتطوّر مصادر طاقة متعددة مثل الهيدروجين والشمس والرياح والطاقة الهيدروليكية.
وبوصفها مختبرًا عائمًا طُوِّرَ من قارب كاتاماران -قارب أو يخت ذو هيكل مزدوج- الحائز على العديد من الجوائز، تمثّل إنرجي أوبزرفر أول سفينة تعمل بالهيدروجين وخالية من الانبعاثات في العالم، وهي مكتفية ذاتيًا تمامًا في مجال الطاقة.
وتتجاوز مهمة إنرجي أوبزرفر حدود الابتكار؛ إذ إنها تستهدف كذلك رفع الوعي بقضايا التحول البيئي، مع إثبات أن مستقبل الطاقة المستدامة في متناول الجميع.
قطاع ضيافة مستدام
تُعدّ الشراكة التي أبرمتها أكور مع إنرجي أوبزرفر مثالًا على روح الريادة والالتزام طويل الأجل للشركة في إعادة تعريف قطاع الضيافة المستدام.
وقالت أكور: "منذ عام 2015، أقدمنا على خوض مخاطرة جماعية إلى جانب تلك المبادرة الرائدة لتطوير أول سفينة تعمل بالهيدروجين خالية من الانبعاثات في العالم"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "تلك السفينة تؤدي دورًا حاسمًا في تطوير حلول مبتكرة لتحول الطاقة، بما في ذلك تقنية ريكس إتش2 (RexH2)، الخاصة بالإبحار والمستعمَلة في قاربنا الذي ترعاه شركة كب أورينت إكسبريس (Cup Orient Express) في أميركا، وهي جزء من تقنية أورينت إكسبريس سايلانسيس (Orient Express Silenseas)".
وتابعت: "في عام 2019 عمّقنا التزامنا بضخّ استثمارات في فرع التطويرات (إي أو ديف)، لتصميم إبداعات رائدة لقطاع الشحن البحري، إضافة إلى تطوير حلول فاعلة من حيث التكلفة لفنادقنا؛ بما يسهم في خفض بصمتها الكربونية".
وأكملت: "عبر المشاركة في هذا التعاون، فإننا لا تستهدف تقليل تأثيرات عملياتنا في البيئة والمجتمعات المحلية فحسب، بل إننا نعزز ثقافة الابتكار داخل الصناعة أيضًا، حيث تعمل شراكتنا مع إنرجي أوبزرفر محفزًا لتسريع تحول الطاقة في قطاع الضيافة؛ ما يمهّد الطريق لمستقبل مستدام في تلك الصناعة الحيوية".
ويوضح الفيديو التالي مواصفات أول سفينة تعمل بالهيدروجين في العالم:
" title="YouTube video player" frameborder="0">
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق