من غزة إلى سوريا.. كيف تؤثر محادثات السيسي وترامب على مستقبل المنطقة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط تحولات إقليمية كبرى، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي دونالد ترامب، حيث تصدرت قضايا الأمن الإقليمي، عملية السلام، ومستقبل العلاقات الثنائية المحادثات بين الزعيمين. لكن ما وراء السطور قد يكون أكثر أهمية من فحوى الحديث نفسه. هل يعكس الاتصال تحولًا جديدًا في التحالفات؟ وهل تحمل واشنطن لمصر "صفقة استراتيجية" في ظل التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط؟

علاقة السيسي وترامب.. تحالف الضرورة أم شراكة استراتيجية؟

لطالما شكلت العلاقة بين القاهرة وواشنطن محورًا أساسيًا في التوازنات الإقليمية، لكن السنوات الأخيرة شهدت تحولات في مستوى التنسيق بين الطرفين. خلال المكالمة، هنّأ السيسي ترامب بفوزه بولاية ثانية، ما يعكس دعمًا سياسيًا واضحًا لنهجه، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.

من غزة إلى سوريا.. محاور المكالمة وتأثيرها على ملفات الشرق الأوسط

1- الملف الفلسطيني.. هل تتحرك أمريكا نحو "صفقة جديدة"؟

شهدت المحادثة مناقشات معمقة حول التهدئة في قطاع غزة، خاصة في ظل الدور المركزي الذي تلعبه القاهرة في رعاية المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. ومع بروز الحديث عن خطة نقل سكان غزة إلى دول مجاورة، التي لاقت رفضًا عربيًا واسعًا، تبرز تساؤلات عن دور مصر في التصدي لهذه الفكرة.

هل تستخدم واشنطن ملف المساعدات والمصالح الاقتصادية للضغط على القاهرة للموافقة على حلول غير تقليدية؟ أم أن مصر ستواصل موقفها الحازم في رفض أي محاولات لفرض واقع جديد على الفلسطينيين؟
 

2- سوريا.. هل تدعم واشنطن النظام الجديد؟

بعد التغيرات الدراماتيكية في المشهد السوري، حيث تولى أحمد الشرع رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية، برز تساؤل حول موقف الولايات المتحدة من النظام الجديد. وخلال المكالمة، شدد السيسي على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ودعم جهود إعادة الإعمار، بينما بدا ترامب أكثر تحفظًا حول التزام واشنطن بالمشاركة في إعادة الإعمار قبل تحقيق تقدم سياسي ملموس.

لكن السؤال الأهم هنا: هل تقبل واشنطن التعامل مع النظام السوري الجديد، أم أنها ستواصل سياسة "عدم الاعتراف"؟

التعاون الاقتصادي والأمني.. أي صفقات تلوح في الأفق؟

تناولت المحادثة تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وهو ملف يحمل أهمية خاصة لمصر، التي تسعى لجذب استثمارات أمريكية جديدة وسط التحديات الاقتصادية التي تواجهها بسبب الأزمات الإقليمية.

لكن في المقابل، قد يكون لواشنطن مطالب أمنية في المقابل، خاصة في ملف التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب في سيناء، وكذلك دور مصر في تأمين البحر الأحمر، الذي أصبح ساحة صراع جديدة بفعل التوترات بين الحوثيين وقوى دولية.

هل تسعى واشنطن لإعادة تشكيل التحالفات الأمنية في المنطقة بمشاركة مصر؟ وما الدور الذي قد تلعبه القاهرة في التصدي لنفوذ إيران والميليشيات المدعومة منها؟

 هل نشهد تحولًا جديدًا في العلاقات المصرية الأمريكية؟

قد يكون الاتصال بين السيسي وترامب بداية لمرحلة جديدة من التفاهمات، حيث تبدو الإدارة الأمريكية راغبة في إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.

لكن يبقى السؤال: هل تستمر مصر في الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي، أم أن المعادلات الاقتصادية والأمنية ستفرض واقعًا جديدًا؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق