الكنز الملعون .. الأشقاء الثلاثة قتلوا نجل عمومتهم قربانًا بأسيوط

الحادثة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قرية صغيرة تُدعى الهمامية، التي تقع في قلب مركز البداري بمحافظة أسيوط، كانت الحياة تسير بهدوء، مثل أي قرية نائية، يسكنها فلاحون يكدحون في الأرض ليل نهار، ولكن، خلف هذا الهدوء، كانت قصة مأساوية على وشك الحدوث، قصة عن الطمع، الخداع، والدم.

قدموا نجل عمومتهم قربانا لفتح مقبرة في أسيوط

كان هناك ثلاثة أشقاء يعيشون في هذه القرية: مدحت (19 عامًا)، مصطفى (15 عامًا)، ومحمود (22 عامًا). هؤلاء الأشقاء لم يكونوا كغيرهم من الفلاحين الطيبين في القرية. كانوا يبحثون عن طريقة أسرع وأكثر سهولة للحصول على المال، ويعتقدون أن هناك كنزًا مخفيًا في مكان ما بالقرب من قريتهم. كانت شياطين الثراء السريع قد سيطرت على عقولهم، وأعمى بصيرتهم.

اقرأ أيضا

ومع مرور الوقت، تعرَّف الأشقاء على اثنين من المنقبين عن الآثار، فارس (18 عامًا) وشكري (76 عامًا)، الذين أعطاهم وعودًا بحياة مليئة بالمال والكنوز إذا قاموا بتنفيذ طلباتهم. وكان المطلوب منهم فدية غريبة لفتح مقبرة أثرية قيل إنها تحتوي على ثروة طائلة: دماء طفل صغير.

ورغم أن الأشقاء الثلاثة كانوا يعتقدون أن هذا مجرد خرافات، إلا أنهم كانوا مستعدين للقيام بأي شيء للحصول على تلك الثروة السحرية التي كانوا يظنون أنها ستغير حياتهم.

كانت الضحية التي وقع عليها اختيارهم، الطفل "محمد" (سبع سنوات)، نجل ابن عمهم. كان الطفل يلهو ببراءته في ساحة القرية، وكان لا يعلم أن الموت يقترب منه. في صباح يوم الجريمة، خرج مدحت من منزله، ليجد محمد يلعب مع أصدقائه في الشارع. كان مدحت يراقب الطفل عن كثب حتى وجد اللحظة المناسبة لتحركه المأساوي.

استدرج مدحت الطفل إلى "حوش الماشية" التابع لعائلة المتهمين، بحجة أنه يريد مساعدته في جمع مخلفات المواشي. اصطحب معه شقيقه مصطفى، الذي كان شريكًا في تنفيذ الجريمة. وبعد أن استدرج الطفل إلى الحظيرة، بدأ الشقيقان في تنفيذ مخططهم. في البداية، كان الطفل برفقة أحد أصدقائه، لكنه شعر بالتعب وقرر العودة إلى منزله. ترك محمد وحده مع أقاربه، وكان هذا هو الوقت الذي انتظرته أيديهما الملطخة بالشر.

وفجأة، أحكم مدحت قبضته على الطفل وصرخ محمد، محاولًا الاستغاثة، لكن دون جدوى. قام مدحت بتكميم فم الطفل لمنعه من الصراخ، وأمر شقيقه مصطفى بتكتيف قدميه ليشل حركته. ثم أخرج سكينًا من حقيبته وذبح الطفل بدم بارد، وبعد أن تأكد من موته، قام بقطع يديه ووضعهما في كيس بلاستيكي.

وضعوا جثة محمد بجانب الحائط داخل الحظيرة في محاولة لإخفائها، ثم ذهبوا إلى المنزل وكأن شيئًا لم يحدث. لكن الشياطين التي كانت تسيطر عليهم لم تمنعهم من ارتكاب مزيد من الجرائم. بعد أن غادروا الحظيرة، ذهبوا إلى فرن المنزل لتدمير أي دليل قد يكشف أمرهم. قاموا بتحطيم هاتف الطفل وألقوه في الفرن.

في المساء، بدأ البحث عن الطفل المفقود. كان الأب يصرخ في جميع أنحاء القرية، يطلب من الجميع مساعدته في البحث عن محمد. وعندما عاد الأب إلى المنزل بعد ساعات طويلة من البحث، عثر على أبنائه الثلاثة ينتظرونه، وكأن شيئًا لم يحدث. ولكن شيئًا غريبًا كان في عيونهم، وكان الأب لا يعلم أن أبناء عمومته هم الذين قتلوه.

لكن السماء لا تبقى مظلمة للأبد. ففي اليوم التالي، اكتشف أحد الأشخاص الجثة في الزراعة المجاورة للمنزل، بعدما شعر بأن هناك شيئًا غريبًا في المكان. وعندما ذهب الأهالي إلى الموقع، اكتشفوا جثة محمد، مبترَة اليدين، ولاحظوا أن علامات الجريمة واضحة.

بدأ التحقيق على الفور، ووجد رجال المباحث أن هنالك شيئًا غير طبيعي في التصرفات التي أظهرها الأشقاء، فتم القبض عليهم، وبعد ساعات من التحقيقات، اعترف مدحت بكل شيء. كشف عن تفاصيل الجريمة البشعة، قائلاً إن حلم الثروة كان يسيطر عليه لدرجة أنه لم يتردد في قتل المجني عليه.

وأصدرت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط، برئاسة المستشار سامح سعد طه، وبمشاركة المستشارين أسامة عبد الهادي عبد الرحمن نائب رئيس المحكمة وأحمد محمد غلاب عضو المحكمة، وبحضور أحمد جمال أبوزيد وكيل النائب العام، وأمانة سر خميس محمود ومحمد العربي، حكمها في القضية، وقضت بإعدام أربعة متهمين شنقًا، فيما تم معاقبة متهم خامس بالسجن لمدة 15 عامًا.

تابع أحدث الأخبار عبر google news
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق