فرحة الحرية المنقوصة...أسير محرر يتعرض للإغماء بعد تلقيه نبأ استشهاد أسرته | فيديو

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عاد الأسير الفلسطيني المحرر أحمد دبابش إلى قطاع غزة بعد قضائه أشهرًا في الاعتقال الإسرائيلي، ليتفاجأ بواقع يفوق في قسوته ظروف السجن نفسه. فبعد أن أُطلق سراحه ضمن صفقة التبادل الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس، كان ينتظر أن يعود ليحتضن زوجته وطفلته، لكن الحقيقة كانت أشد مرارة، حيث اكتشف أنهما لقيا حتفهما خلال القصف الإسرائيلي على منزلهما أثناء الحرب الدامية على غزة.

بخطوات مثقلة بالألم، وقف دبابش أمام منزله الذي تحول إلى ركام، بلا أصوات ضحكات ابنته، ولا استقبال دافئ من زوجته. لقد أفرج عنه ليجد أن الحرب قد سرقت منه أعز ما يملك، ليعيش حرية بلا معنى، وواقعًا أكثر قسوة من السجن ذاته.
 

معاناة الأسرى الفلسطينيين.. بين الاعتقال والحرمان

تجسد قصة أحمد دبابش المأساة المركبة التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون، الذين لا يواجهون فقط ظلم السجون الإسرائيلية، بل أيضًا خسائر فادحة في حياتهم الشخصية. الأسرى الذين يتحررون يعودون إلى عالم مختلف عما تركوه، حيث يجدون بيوتًا مدمرة، وأحباء رحلوا دون وداع، ومدنًا تغيرت ملامحها بفعل العدوان المستمر.

لم يكن دبابش وحده من واجه هذا المصير. كثير من الأسرى المحررين عادوا ليجدوا أن من كانوا ينتظرونهم قد رحلوا، إما تحت أنقاض المنازل، أو في المستشفيات، أو في المقابر الجماعية. وكأن الاحتلال لا يكتفي بأسر الجسد، بل يأسر الأرواح، ويجعل الحرية بعد الأسر لحظة مأساوية بدلًا من أن تكون فرحة مستحقة.
 

تحرير الأسرى في ظل واقع صحي متدهور

جاء إطلاق سراح أحمد دبابش ضمن الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى التي شهدت تحرير 183 أسيرًا فلسطينيًا، في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق بين إسرائيل وحماس. وشملت هذه الدفعة 18 أسيرًا محكومين بالمؤبد، و54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، و111 أسيرًا من أبناء غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر.

لكن فرحة الحرية سرعان ما اصطدمت بواقع الأسرى الذين بدوا بأوضاع صحية متدهورة، حيث ظهرت على كثير منهم أعراض سوء التغذية والإرهاق الجسدي والنفسي نتيجة الاعتداءات المتكررة التي تعرضوا لها داخل المعتقلات منذ اندلاع الحرب.

تم نقل الأسرى المحررين من غزة إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس عبر معبر كرم أبو سالم، حيث خضعوا لفحوصات طبية أولية، بينما نُقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، نظرًا للتدهور الصحي الحاد الذي عانى منه البعض بسبب المعاملة القاسية داخل السجون.

أما في الضفة الغربية، فقد وصل 32 أسيرًا إلى رام الله، حيث جرى استقبالهم أمام قصر رام الله الثقافي وسط احتفاء شعبي حاشد، رغم التهديدات الإسرائيلية بقمع أي مظاهر احتفالية.

واقع الأسرى.. من خلف القضبان إلى معركة النضال المستمرة

تأتي هذه الصفقة في وقت يعيش فيه الأسرى الفلسطينيون ظروفًا إنسانية قاسية داخل المعتقلات الإسرائيلية، حيث يتعرضون للتعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع المتعمد، والعزل الانفرادي، كجزء من سياسات الاحتلال العقابية بحقهم.

لكن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد، فحين يتحرر الأسرى، يعودون إلى واقع أكثر قسوة وظلمًا، حيث يجدون بيوتهم مدمرة، وعائلاتهم مفجوعة، ومدنهم تحت الحصار والدمار. وهكذا، لا تنتهي معاناتهم عند بوابات السجون، بل تبدأ من جديد على شكل معركة أخرى أكثر إيلامًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق