الصالون الثقافي بمعرض الكتاب: "نظرة ...

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استضاف الصالون الثقافي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 بجلسة، ندوة بعنوان "نظرة على العالم الآن"، أدارها الدكتور ياسر قنصوة، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة طنطا، والحائز على جائزة الدولة في العلوم الاجتماعية.

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب

افتتح د. قنصوة الجلسة بالتأكيد على أهمية الفلسفة في إعادة تشكيل الوعي العام، وطرح سؤالًا جوهريًا حول كيفية تكوين رؤية معاصرة للعالم، مشيرًا إلى أن الفهم العميق يقود إلى التساؤل، والتساؤل هو جوهر الفلسفة.

 

وبدأت النقاشات بمداخلة الدكتور محمد مدين، الذي تناول سؤال "من يقود عربة الفلسفة في مصر؟"، مشيرًا إلى دور الجمعية الفلسفية في تنظيم حلقات نقاشية حول تدريس الفلسفة في العالم، ومشددًا على ضرورة تطوير طرق تدريس الفلسفة لمواكبة المتغيرات الفكرية.

 

كما ناقش قضية تبعية الفكر العربي للنظريات الغربية، متسائلًا عن سبب استمرار التمسك بمفاهيم غربية لم تثبت فعاليتها في مجتمعاتنا.

 

وتحدث د. مدين عن الإشكاليات المرتبطة بالديمقراطية، معتبرًا أنها قد تتحول إلى وسيلة لتهميش الأقليات بدلًا من تحقيق العدالة. واستشهد بحوار من مسرحية "روميو وجولييت" ليؤكد أن الفلسفة ليست مجرد تنظير، بل يجب أن تسهم في توجيه المجتمع نحو مستقبل أفضل.

 

ومن جانبه، استعرض الدكتور مجدي عبد الحافظ ورقته البحثية التي قدمها في مؤتمر الفلسفة الدولي بروما، متناولًا التحديات الأخلاقية التي يواجهها العالم المعاصر في ظل الثورة التكنولوجية والعولمة. وحذّر من أن التكنولوجيا قد تساهم في تنميط الإنسان وإعادة إنتاج النزعات الاستعمارية، مشيرًا إلى أن الأخلاقيات التقليدية لم تعد كافية لمواجهة التحولات السريعة.

 

استشهد عبد الحافظ بمقولة هيغل عن "بومة مينرفا التي لا تطير إلا عند الغروب"، مؤكدًا أن الفلسفة اليوم يجب أن تكون حاضرة على مدار اليوم لمواكبة المتغيرات السريعة. كما شدد على ضرورة إعادة الاعتبار للعلوم الإنسانية التي تراجعت أهميتها أمام صعود المناهج التجريبية والتطبيقية.

 

في مداخلته، تناول الدكتور أنور مغيث تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مستقبل الفلسفة، محذرًا من أن هذه التقنيات قد تتحول إلى أدوات للسيطرة وإعادة إنتاج أنماط جديدة من الاستعمار الاقتصادي والثقافي. وأكد على أهمية إعادة النظر في مفاهيم الحرية والمساواة والإخاء، التي كانت أساس الفلسفة الغربية في عصر التنوير، لكنها تحولت في العصر الحديث إلى شعارات تُستخدم لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية.

 

وأشار مغيث إلى أن العالم اليوم يشهد تحولات جذرية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما يستدعي تطوير الفكر الفلسفي ليواكب هذه التغيرات. ودعا إلى إعادة إحياء الفلسفة كقوة فاعلة في تشكيل رؤية إنسانية جديدة تتجاوز الصراعات الإيديولوجية والتوظيف السياسي للمفاهيم الفلسفية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق