قصة العذارى الحكيمات بيستيس وهلبيس وآغابي تحتفل الكنيسة بتذكار استشهادهم..في هذا اليوم، تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد العذارى الحكيمات: بيستيس، وهلبيس، وآغابي، وأمهن صوفية، وذلك الموافق 30 طوبة، 7 فبراير عام 2025. في مثل هذا اليوم استشهدت القديسات المطوبات اللاتي قدمن أروع الأمثلة في الإيمان والثبات. كانت الأم صوفية تنتمي إلى عائلة شريفة في أنطاكية، وعندما أنجبت بناتها الثلاث، سمتهم بأسماء تحمل معاني سامية: بيستيس بمعنى الإيمان، وهلبيس بمعنى الرجاء، وآغابي بمعنى المحبة.
قصة العذارى الحكيمات بيستيس وهلبيس وآغابي
مع تقدمهن في العمر، أخذتهن والدتهن إلى روما حيث سعت لتربيتهن على العبادة وخشية الله. وصل نبأهن إلى الملك أدريانوس الذي أمر بإحضارهن أمامه. وبدورها قامت الأم صوفية بتشجيع بناتها وتثبيتهن على الإيمان، محذرة إياهن من الافتتان بمجدهن الأرضي الزائل، وقالت لهن: اصبرن ولا تتزعزع عزيمتكن، فالنعيم الأبدي مع السيد المسيح هو الجائزة الأعظم. بهذا الإيمان القوي والثبات على الحق، مضين جميعًا بقوة نحو الشهادة.
العذارى الحكيمات
بلغت الكبرى من العمر اثنتي عشرة سنة، والثانية إحدى عشرة سنة، والصغرى تسع سنوات. وعندما وصلن إلى الملك، طلب من الكبرى أن تسجد للأوثان مقابل تزويجها بأحد عظماء المملكة وإغداق النعم عليها، لكنها رفضت الامتثال لأمره. فأصدر أمراً بضربها بالمطارق، وقطع ثدييها، ثم إعداد إناء مملوء بماء يغلي لتوضع فيه. لكن الرب كان بجانبها، يمنحها القوة والسلام وينقذها من أتون العذاب. دهش الحاضرون مما حدث ومجّدوا الله، وبعد ذلك أمر الملك بقطع رأسها.
ثم قُدمت الثانية أمامه، فأمر بضربها بشدة ووضعها في الإناء ذاته، وأعقب ذلك بقطع رأسها. أما الصغرى، فقد أشفقت أمها عليها خشية أن تخاف من العذاب، فكانت تشدد من عزيمتها وتصبرها. وعندما أمر الملك بأن تُعصر بالهنبازين، استغاثت بالسيد المسيح، فأرسل ملاكه وكسر آلة التعذيب.
أمر الملك بإلقائها في النار، فصلّت ورسمت علامة الصليب على وجهها ثم ألقت بنفسها داخلها. فوجئ الحاضرون برؤية ثلاثة رجال بثياب بيضاء يحيطون بها، بينما كان الأتون كأنه نسيم بارد. مما أثار دهشتهم ودفع كثيرين منهم للإيمان بالسيد المسيح، فكان مصيرهم القتل بأمر الملك بقطع رؤوسهم. لاحقًا، أمر الملك بأن تُوضع في جنبي الفتاة قضبان حديدية محماة، ولكن الرب منحها قوة جعلتها لا تشعر بالألم. وفي نهاية الأمر، أمر بقطع رأسها، ونُفذ الحكم.
ذكرى استشهاد العذارى الحكيمات
بعد استشهادها، حملت والدتها أجساد بناتها خارج المدينة وجلست تبكي عليهن بحرقة، متضرعة إليهن أن يطلبن من السيد المسيح أن يأخذ روحها هي أيضًا. استجاب الرب لطلبها فصعدت روحها إلى خالقها. ثم جاء بعض المؤمنين وأخذوا الأجساد، فكفّنوها ودفنوها بكل احترام وإكرام.
أما الملك أدريانوس، فقد أُصيب بمرض جذري أفقده بصره وأفسد جسده بالتآكل حتى مات موتة شنيعة. كان ذلك انتقامًا إلهيًا لما فعله بالعذارى الحكيمات القديسات.
0 تعليق