وصل إلى قطاع غزة أكثر من مئة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل، السبت، ضمن المرحلة الخامسة من تبادل الرهائن والمعتقلين، والذين نقلوا على الفور إلى مستشفى بخان يونس لإجراء فحوصات طبية.
وكان مئات الفلسطينيين وأقارب المعتقلين المحررين في استقبالهم أمام مستشفى “غزة الأوروبي” في خان يونس، حيث رفع عدد منهم أعلاما فلسطينية، ورددوا هتافات منها “بالروح بالدم نفديك يا أسير، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.
وكان عشرات الأطفال ضمن المستقبلين أيضا.
وأفرجت حماس، السبت، عن 3 رهائن إسرائيليين أمضوا 16 شهرا محتجزين في قطاع غزة، بينما أفرجت إسرائيل عن 183 معتقلا فلسطينيا في خامس عملية تبادل منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقامت عائلات عدة باصطحاب أبنائها من دون أن يتمكنوا من إجراء الفحوصات الطبية في المستشفى.
وقال هاني سكين: “هذا يوم سعيد أن تحرر مجموعة أخرى من السجون، لكن كلنا حزن وألم لبقاء آلاف الأسرى في السجون” مشيرا إلى أن “الأسرى يواجهون ظروفا إنسانية قاسية في السجون الإسرائيلية من تعذيب وتنكيل وإهمال طبي”.
ونقل المحررون الفلسطينيون في حافلتين وصلتا بعد ظهر السبت، تواكبهما العديد من المركبات التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، إلى قطاع غزة.
“هل ما زالوا أحياء؟”
وخرج أحد المفرج عنهم من شباك الحافلة وهو يرفع علامة النصر ويسأل أحد مستقبليه: “كيف أهلي؟ هل ما زالوا أحياء؟ هل هناك شهداء من العائلة؟”، ورد عليه أحد أقاربه “إنهم جميعا بخير”.
وعلى وقع أغان فلسطينية عبر مكبر للصوت، أطلقت العديد من النساء الزغاريد بينما كان المعتقلون ينزلون من الحافلة إلى داخل المستشفى.
وقال محمد (27 عاما)، أحد المفرج عنهم: “أحوال السجون صعبة ومرعبة، الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أقسى الظروف، حياة الحيوانات في الشوارع أفضل من ظروف السجن، طالما الاحتلال في غزة، أنا خائف، في أي وقت يمكن أن يعتقلونا”.
وأوضح محمد الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته، والذي أمضى أربعة شهور في سجن عوفر حيث اعتقل من مدرسة إيواء للنازحين في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة: “إننا صدمنا بحجم الدمار، غزة مدمرة، في كل مكان أكوام ركام”، وتابع: “خلال فترة الاعتقال منذ ستة شهور، لا نعرف أي معلومات أو أخبار عن الحرب في غزة، تعتيم إعلامي كامل”.
وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على اندلاع الحرب المدمّرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.
ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، تشمل المرحلة الأولى، الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وتمت إلى الآن أربع عمليات، تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.
“كأنها عشرة أعوام”
وقالت سناء طافش (30 عاما) إنها تنتظر منذ فجر اليوم أمام مستشفى الأوروبي لاستقبال شقيقها، عبد الله، الذي أفرج عنه اليوم.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شقيقها في مطلع أبريل العام الماضي من مدرسة للإيواء في منطقة الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وتابعت: “مرت عشرة شهور كأنها عشرة أعوام”.
وقال محمود (44 عاما) الذي استعاد حريته أيضا: “لا أستطيع التصديق أنني ما زالت حيا، لا أستطيع تصديق أنني أعانق زوجتي وأولادي مجددا”.
وأضاف: “كل يوم ضرب وشتائم وتعذيب بدون أي سبب”، لافتا إلى أن المحققين الإسرائيليين “كانوا يسألون عن الانتماء لحماس أو هل نعرف شيئا عن المقاومة، وكنا نجيب أن لا علاقة لنا بأي فصيل، معظم المعتقلين اعتقلوا ظلما وبدون أي مبرر”.
وأوضح أنه علم للتو أن عمه وزوجته وأولاده “استشهدوا في قصف إسرائيلي” في خان يونس، وقال: “كيف نفرح وفي كل شبر في غزة شهيد أو جريح، ودمار وخراب”.
0 تعليق