النمل الأبيض ,. دير السيدة العذراء المحرق هو أحد أقدم وأهم المواقع الأثرية والدينية في مصر ، حيث يُعد نقطة محورية في مسار العائلة المقدسة ، ويعتبر بمثابة “القدس الثانية” لما يحمله من قيمة تاريخية ودينية عظيمة .

يقع الدير في جبل قسقام بمحافظة أسيوط، وقد استقر فيه السيدة مريم مع ابنها يسوع والقديس يوسف لفترة خلال هروبهم إلى مصر .

إلا أن هذا الموقع التاريخي يعاني الآن من هجوم متواصل من النمل الأبيض، الذي دمر أجزاء كبيرة من الدير بسبب التغيرات المناخية السلبية.

تأثير التغيرات المناخية وهجوم النمل الأبيض على دير المحرق

شهدت مصر في الآونة الأخيرة تغيرات مناخية ملحوظة، حيث ارتفعت درجات الحرارة وزادت نسبة الرطوبة . ه

ذه التغيرات ساهمت بشكل كبير في انتشار النمل في عدة مناطق أثرية في مصر، ومن بينها دير السيدة العذراء المحرق .

هجوم هذه الحشرة أدى إلى تلف أجزاء كبيرة من المباني، حيث تسببت الحشرات في شروخ وأنفاق داخل الحوائط، وكذلك دمرت الأرضيات الخشبية والأعمدة. كما أدى الهجوم إلى تدهور حالة المخطوطات التاريخية الثمينة في الدير، مما يزيد من تعقيد الوضع.

جهود مكافحة النمل الأبيض في الدير

تم تشكيل لجنة بيئية من نقابة المهندسين برئاسة الدكتورة منال متولي لدراسة الوضع في دير المحرق .

قامت اللجنة بإجراء فحوصات ميدانية دقيقة، وتبين أن الحشرة قد انتشرت في الدير لمدة تزيد عن عامين .

وحاول الرهبان استخدام مبيدات حشرية للتخلص منها ، إلا أن هذه الطرق لم تؤدِ إلى نتائج فعالة، بل تسببت في بعض الأضرار الصحية للرهبان.

كما أن تأثير المبيدات الكيميائية على المباني الأثرية كان سلبيًا، إذ ساعدت في تدمير الهياكل الخشبية والأحجار.

في هذا السياق، تم توقيع بروتوكول تعاون بين نقابة المهندسين وجمعية حماية التراث والبيئة لتقديم حلول مستدامة للحفاظ على التراث المصري. كما دعا الخبراء إلى ضرورة التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة البيئية الخطيرة التي تهدد المواقع الأثرية.