في رد غير متوقع على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول رغبته في شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، اقترحت كوبنهاجن رسميًا شراء ولاية كاليفورنيا من الولايات المتحدة، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.
وقال كزافييه دوتوا، منظم الحملة الدنماركية، في تصريح لصحيفة "بوليتيكو"، إن الدنمارك مستعدة لدفع تريليون دولار مقابل كاليفورنيا، إلى جانب تقديم مخبوزات دنماركية مجانًا مدى الحياة، بتمويل من هوليوود. وأكد أن الاقتراح حظي بدعم واسع، حيث وقع عليه ما يقرب من 200 ألف شخص حتى الآن.
ترامب وجرينلاند… كيف بدأ النزاع؟
جاء هذا التطور بعد أن أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اهتمامه بشراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، وهو الاقتراح الذي قوبل برفض قاطع من قبل رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، التي صرحت أن الجزيرة "ليست للبيع"، وهو ما أكده أيضًا وزير الخارجية الدنماركي.
وكان ترامب قد اتصل بفريدريكسن لمناقشة الفكرة، إلا أن الرفض الدنماركي أثار غضبه، مما دفعه إلى إلغاء زيارته الرسمية إلى الدنمارك التي كانت مقررة في سبتمبر.
هل تتحول السخرية إلى توتر دبلوماسي؟
يبدو أن الرد الدنماركي لم يكن مجرد تصريح ساخر، بل جاء ليعكس حالة الاستياء من سياسات ترامب الخارجية، التي باتت تثير جدلاً واسعاً في أوروبا.
وقال دوتوا، الذي يقود الحملة:
"إذا كان بإمكان أميركا أن تفكر في شراء جرينلاند، فلماذا لا نشتري نحن كاليفورنيا؟ على الأقل نحن مستعدون لدفع تريليون دولار!"
وبالرغم من أن الاقتراح جاء في سياق تهكمي، إلا أن بعض المحللين يرون فيه إشارة إلى تزايد التوتر بين إدارة ترامب وحلفائها الأوروبيين، لا سيما بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على واردات أوروبية، مما أدى إلى تصاعد الخلافات التجارية بين الجانبين.
شولتس يدعو الناتو لحماية جرينلاند وسط مخاوف من روسيا والصين
في تطور آخر، دخل المستشار الألماني أولاف شولتس على خط الأزمة، داعياً إلى تعزيز وجود حلف شمال الأطلسي (الناتو) في جرينلاند، محذراً من "خطر التغيرات الحدودية" في المنطقة، دون الإشارة إلى ترامب بشكل مباشر.
وأكد شولتس خلال مؤتمر صحفي أن "الدنمارك تواجه تحديات كبيرة، ويجب أن نحافظ على موقف واضح لدعمها"، مشددًا على ضرورة "التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة رغم الخلافات القائمة".
وأشار المستشار الألماني أيضًا إلى أن فرض ترامب لرسوم جمركية جديدة على التجارة العالمية من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التوترات، بدلاً من تحقيق التعاون ذي المنفعة المتبادلة".
ما أهمية جرينلاند ولماذا يريدها ترامب؟
تمثل جرينلاند أكبر جزيرة في العالم، وتتمتع بموقع استراتيجي هام في منطقة القطب الشمالي، حيث يعتقد الخبراء أنها تحتوي على احتياطات ضخمة من الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن النادرة.
كما تضم الجزيرة قاعدة جوية عسكرية أميركية رئيسية في "ثول"، مما يجعلها ذات أهمية جيوسياسية بالغة للولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد التنافس الدولي على موارد القطب الشمالي بين أميركا وروسيا والصين.
0 تعليق