وسط توقعات باحتمال تأثيرها على الأثمنة بمحطات الوقود الوطنية مستقبلا، يراقب خبراء الطاقة المغاربة “حرب الرسوم الجمركية” التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأدت إلى حدوث ارتفاعات في أسعار النفط العالمية.
يأتي هذا الأمر في ظل استمرار تهديدات ترامب برسوم جمركية على الواردات الخارجية، آخرها وهو يستقل طائرته الرئاسية متوعدا بـ”بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة”.
وبالنظر إلى تأثر أسواق النفط والغاز العالمية بالتقلبات السياسية، يتوقع خبراء الطاقة المغاربة أن يكون لـ”استمرار تهديدات الرسوم إلى أمد متوسط أو طويل، تأثير محتمل على الأسعار الوطنية بالمغرب”.
الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، يرى أن “الرسوم تعتبر جزءا من ثمن السلع والمواد، وكل تعلية للرسوم ستؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار”.
وأضاف اليماني، متحدثا لهسبريس، أن “هذا الإجراء سيزيد من عناصر الاهتزاز والتقلبات لسعر الطاقة والنفط والغاز، فضلا عن العناصر الجيو-سياسية والطقس واستمرار حرب أوكرانيا”.
وتابع: “من الطبيعي أن الانقلاب على قواعد الأسواق المفتوحة واللجوء إلى الرسوم على الواردات سيشعل التجارة العالمية، ومنها الطاقة، وسيكون لذلك أثر على مالية الدول المستوردة لحاجياتها، ومنها المغرب”.
وأورد الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز أن هذا التأثير المرتقب على المغرب، “يأتي بشكل واضح بفعل التعويل على الخارج في كل حاجياته، بعد الفشل في الوصول إلى نتيجة في التنقيب عن البترول، والتخلي عن صناعة تكرير البترول”.
ولا يستبعد محمد أمين بنونة، متخصص في الشأن الطاقي والتحليل الاستراتيجي، “حدوث تأثير على الأسعار شرط أن تكون تهديدات الرسوم والارتفاعات العالمية المترتبة عن ذلك في أسعار النفط والغاز مستمرة، وليست لحظية”.
وقال بنونة لهسبريس: “رغم ضعف المخزون المحلي، إلا أن الأسعار المحلية لا تتأثر بارتفاعات لحظية، لكن مع وجود ارتفاعات طويلة الأمد أو متوسطة، يمكن حدوث ذلك”.
وأوضح المتخصص في الشأن الطاقي أن “أهم شيء يتحكم في هذا الموضوع هو العرض والطلب، وأمريكا تلعب دائما على ضرورة تجاوز خيار ارتفاع الأسعار قصد عدم خسارة الأسواق العالمية، ومن جهة أخرى تجاوز انخفاضات كبيرة لدفع عملية البيع بشكل إيجابي”.
واعتبر المتحدث أن “لا أحد يفهم لعبة ترامب بخصوص الرسوم الجمركية، وهي غامضة تماما وغريبة”، وفق تعبيره.
0 تعليق