انقسم أكبر تحالف سياسي مدني في السودان إلى فصيلين أمس الإثنين إثر خلافات حول تشكيل حكومة في مناطق تسيطر عليها قوات "الدعم السريع" التي تخوض حربًا مع الجيش، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" التي تضم أحزابًا سياسية ونقابات مهنية في بيان إن الانقسام جاء جراء "موقفين متباينين حول قضية الحكومة".
واتهم الجيش السوداني الذي يسيطر على الحكومة الوطنية ويقاتل قوات "الدعم السريع" منذ أبريل 2023 زعيم "تقدم" رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك بالتقرب من قوات "الدعم السريع".
وقالت التنسيقية إن "الخيار الأوفق هو فك الارتباط بين أصحاب الموقفين ليعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسيًا وتنظيميًا باسمين جديدين مختلفين".
من جانبه قال المتحدث السابق باسم "تقدم"، بكري الجاك، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "بعض المجموعات في المناطق التي تسيطر عليها قوات 'الدعم السريع' تشعر بالتخلي عنها بسبب عدم وجود تضامن"، وأضاف أن الفصيل الذي يعارض تشكيل حكومة في هذه المناطق يضم "معظم الأحزاب السياسية والشخصيات العامة في التنسيقية"، بمن في ذلك حمدوك نفسه.
وكان قائد الجيش عبدالفتاح البرهان قد أطاح حمدوك في أكتوبر 2021 بدعم من قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو في ذلك الحين، ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربًا مدمرة بين البرهان وحليفه السابق دقلو.
ويبقى رئيس الحكومة السابق أبرز سياسي مدني في السودان. وفي يناير 2024 التقى حمدوك ودقلو في أديس أبابا، حيث وقعا إعلانًا مشتركًا للعمل على إنهاء الحرب، وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني ودخول البلاد في "أكبر أزمة إنسانية سجلت على الإطلاق"، وفق منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية" غير الحكومية، ويعاني نحو 25 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد في جميع أنحاء السودان، وفقًا للأمم المتحدة.
0 تعليق