المساعدات الإنسانية لا تلبي احتياجاتهم.. سكان غزة يشتكون

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تابعت صحيفة الإندبندنت البريطانية الظروف المعيشية لسكان قطاع غزة المنكوب، إذ يستيقظون  وزخات المطر تنهمر فوق رؤوسهم في فصل الشتاء الحالي، ويلعنون الحرب التي تركتهم في دمار وسط أتلال من الأنقاض والركام، وتكثر التساؤلات عن خيام الإيواء والكرفانات التي سمعوا عنها ولم يروها قط، ويتابعون ما يذاع عن معدات ثقيلة ومتخصصة لرفع الأنقاض ولم يشاهدوا غير القليل منها بمبادرات عربية متفرقة، ما يدفعهم لشراء الخيام بأموالهم، أما تلك الخيام التي تقع ضمن المساعدات الإغاثية فتبدو الآن بعيدة المنال.

وقبل نحو أسبوع عاد عدد من سكان غزة إلى مخيم جباليا شمال غزة للعيش على أنقاض منزلهم المدمر بالكامل وقرروا العيش في العراء حتى تدخل خيام الإيواء ويتسلم كل منهم واحدة لعائلته، لكن ذلك لم يحدث، ويقول أحدهم "مئات العائلات هنا تنام في العراء وفي البرد، ونحن في حاجة إلى المأوى والكهرباء ومعدات رفع الأنقاض".

لم يصل إلى المنطقة سوى بضع عشرات شاحنات المساعدات الإنسانية لا تكاد تكفي لإطعام النازحين العائدين، ويتساءل الجميع في غزة عن مدى تطبيق البروتوكول الإنساني الإغاثي الوارد ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

ويغادر أهل غزة السوق التي يزورونها للمرة الأولى منذ عودتهم لشمال غزة مسرعين، وهناك في السوق يجدون أصنافًا عديدة من الشوكولاتة والمكسرات والسجائر وألعاب الأطفال وقليلًا من زيت الطعام والأرز والبقوليات وأصناف الغذاء، فيغادرون السوق وقد تملكتهم الدهشة من هذا التناقض المفرط بين الاحتياجات الأساسية وما يعرض في السوق بالفعل.

ويقول أحد سكان غزة: "كل شيء سعره مرتفع ولا يتناسب مع قدرة الناس الشرائية"، مضيفًا "أين المساعدات الإنسانية؟ هل المسليات والمشروبات الغازية ما يبحث عنه سكان غزة بعد حرب طاحنة وحصار مطبق؟ إنه أمر مستفز للمشاعر".

البروتوكول الإغاثي

يبحث سكان غزة كثيرًا عن خيمة إيواء ولم يجدوا طلبهم، فيقررون السؤال عن قطع النايلون المقوى ليصنعوا منها مأوى لأسرتهم، وكانت الأسعار صادمة، كل قطعة بطول ستة أمتار وعرض خمسة أمتار تباع بنحو 20 دولارًا، وكنتيجة طبيعية للغلاء يفقدون هدوئهم، ويؤكدون: "لا نحتاج إلى المسليات، نحتاج إلى المأوى".

منذ بدء وقف إطلاق النار وسماح إسرائيل في زيادة البضائع الواردة لغزة، أخذ الحرمان منعطفًا جديدًا، إذ توفرت البضائع الثانوية مثل العصائر والمشروبات الغازية والشوكولاتة والمسليات والبسكويت، وكذلك الحلويات والنسكافيه والإندومي بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة، بينما انعدم توفر المتطلبات الأساسية مثل غاز الطهي وأنابيب الغاز ومشتقات البترول والماء ومتطلبات الكهرباء البديلة وخيام الإيواء ومعدات البناء وآليات رفع الأنقاض.

وتتضمن اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بروتوكولًا إنسانيًا، وبحسب معلومات الإندبندنت البريطانية، فإنه يشمل إدخال 60 ألف كرفان جاهز للعيش الآدمي، و200 ألف خيمة إيواء، و600 شاحنة مساعدات يوميًا، و50 شاحنة وقود وغاز الطهي، إضافة إلى إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني وإزالة الأنقاض وصيانة البنية التحتية وتشغيل محطة توليد الكهرباء والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الإنسانية في قطاع غزة، لكن هذا البروتوكول الإنساني لم ينفذ إلا قليل منه، فيما يخص شاحنات المساعدات الإنسانية بغض النظر عن نوعية الأصناف التي تحملها، وهذا ما تسبب في إغراق غزة بالكماليات في وقت لا يزال فيه القطاع يعاني الحاجات الأساسية.

لا طعام مجانيًا ولا خيام إيواء

وأكد سكان غزة أن شاحنات المساعدات مليئة بالرفاهيات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، إذ يجدون المشروبات الغازية والمسليات والبسكويت والحلويات أكثر من المواد الأساسية، ولم يرَ أحد حتى الآن مواد بناء أو معدات لرفع الركام، ويشيع سؤال كبير: "كيف يمكن إعادة الحياة إلى هنا؟".

ويحتاج سكان غزة الآن وجبات ساخنة مجانية تصل إلى باب خيمتهم كل يوم بصفة مؤقتة إلى أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وألواح طاقة شمسية تمد مخيم الإيواء بالإنارة والكهرباء بالحد الأدنى، ورافعات أنقاض تعمل على إزالة الأنقاض من الشوارع والتي تسببت بدورها في إغلاق الطرق، ووقود خاص لتشغيل السيارات، ولا يريدون مكسرات وحلويات تباع في الأسواق بأضعاف ثمنها.

كما يشكو السكان من عدم وجود ما يكفي من الإيواء، في حين أصبحت المواد غير الأساسية في كل مكان فجأةً. يضيف زيد "لا شيء يخفف وطأة الرجوع إلى المجهول، الطعام لا يصل إلينا، والمياه غير متوافرة أما الرعاية الصحية فهي معدومة".

10 آلاف شاحنة

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" فإنه خلال أسبوعين دخل لغزة أكثر من 10 آلاف شاحنة، وهي زيادة هائلة في عدد القوافل التي تدخل القطاع، لكنها لا تحمل أشياء أساسية يحتاج إليها النازحون بالفعل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق