تتقدم قدرة الطاقة الشمسية والرياح بخطى متسارعة، مسجلةً نموًا بنسبة 20% خلال عام 2024، مع ارتفاع المشروعات قيد التطوير عالميًا.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن القدرة المتوقعة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق المرافق ارتفعت من 3.6 تيراواط إلى 4.4 تيراواط بنهاية 2024، أي ما يعادل إنتاج الكهرباء من 400 محطة فحم عملاقة.
ورغم أن القدرة توزعت بين 2 تيراواط للطاقة الشمسية و2.5 تيراواط لطاقة الرياح، يبقى التحدي الأكبر في تحويل هذه الخطط إلى واقع ملموس، لا سيما أن بعض الدول تهيمن على المشهد، بينما تتباطأ أخرى رغم امتلاكها الإمكانات اللازمة.
وتكمن المفارقة الكبرى في أن مجموعة الـ7، التي تملك قرابة نصف الثروة العالمية، لا تسهم سوى بـ10% من المشروعات قيد البناء، في حين تستحوذ الصين وحدها على أكثر من 70%، بما يعادل 416 غيغاواط.
نمو قدرة الطاقة الشمسية والرياح في 2024
تستحوذ الصين على أكثر من ربع قدرة الطاقة الشمسية والرياح المتوقعة -تشمل المشروعات المعلنة وفي مراحل البناء وما قبل البناء-، بحسب التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
- الصين: 1.3 تيراواط.
- البرازيل: 417 غيغاواط.
- أستراليا: 372 غيغاواط.
- الولايات المتحدة: 218 غيغاواط.
- إسبانيا: 144 غيغاواط.
كما شهدت الهند نموًا بنسبة 50% في قدرة الطاقة الشمسية والرياح المحتملة على نطاق المرافق خلال العام الماضي.
وتستهدف نيودلهي إضافة 130 غيغاواط في السنوات المقبلة، مع ربط 35 غيغاواط بالشبكة بحلول مارس/آذار 2025، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم أن دول مجموعة الـ7 تسيطر على 45% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن استثماراتها في الطاقة المتجددة لا تعكس هذه الهيمنة.
فإجمالي ما تبنيه هذه الدول من مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لا يتجاوز 59 غيغاواط، وهي قدرة تبدو ضئيلة أمام الوتيرة المتسارعة التي تقودها الصين.
ويستعرض الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات إضافات الطاقة المتجددة لعام 2025 حسب المصدر:
تحديات تواجه أهداف الطاقة المتجددة
يرى تقرير غلوبال إنرجي مونيتور أنه رغم القفزة الهائلة في قدرة الطاقة الشمسية والرياح المستقبلية، فإن العالم ما يزال بعيدًا عن تحقيق هدف مضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030، كما أُقِرّ في مؤتمر كوب 28.
وأضاف أنه حتى مع دخول 4.5 تيراواط من المشروعات المخططة حيز التشغيل، فإن ذلك لن يكفي للوصول إلى 9 تيراواط المستهدفة.
والأزمة تتفاقم مع تباطؤ وتيرة التنفيذ خارج الصين، إذ لا تتجاوز المشروعات قيد الإنشاء 7% من إجمالي القدرة المتوقعة حاليًا، أي ما يعادل 226 غيغاواط.
وبحلول نهاية 2023، كان هناك 185 غيغاواط من مزارع الرياح والطاقة الشمسية قيد الإنشاء، مع خطط لتشغيلها قبل نهاية 2024، إلّا أن الواقع كشف أن 59% فقط من هذه المشروعات التزمت بالمواعيد المحددة.
وفي هذا السياق، أكد محلل الأبحاث في منصة غلوبال إنرجي مونيتور، ديرين كوكاكوشاك، ضرورة الإسراع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، مضيفًا ان تجاوز عقبات مثل قيود الشبكة، وتعقيدات التصاريح، ونقص التمويل، سيكون مفتاحًا لتسريع تحول الطاقة وتحقيق الأهداف المناخية في الوقت المناسب.
![توربينات وألواح تعزز قدرة الطاقة الشمسية والرياح المتوقعة](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/058559163377ac25d5310e8c2c8b304c.jpg)
قدرة الطاقة الشمسية والرياح التشغيلية
شهد عام 2024 تشغيل 240 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية والرياح، على نطاق المرافق، وهو أقل من توقعات وكالة الطاقة الدولية التي قدّرت الإضافات بنحو 378 غيغاواط.
ورغم هذا التباطؤ، تمتلك الصين أكبر قدرة تشغيلية لمشروعات الطاقة الشمسية والرياح، متجاوزة 891 غيغاواط، وخلال عام 2024 وحده، أضافت الصين 277 غيغاواط من الطاقة الشمسية و80 غيغاواط من طاقة الرياح.
أمّا في الولايات المتحدة، فقد سجل عام 2024 نقطة تحول فارقة، حيث تجاوز إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح لأول مرة إنتاج الفحم خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام.
وبحلول نهاية عام 2024، بلغت القدرة التشغيلية للطاقة الشمسية والرياح في الولايات المتحدة 274 غيغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا الهند، فقد أضافت ما لا يقل عن 10 غيغاواط من القدرة الجديدة للطاقة الشمسية سنويًا منذ عام 2021، وتجاوزت قدرة الطاقة الشمسية والرياح التشغيلية 109 غيغاواط بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- نمو قدرة الطاقة الشمسية والرياح المتوقعة عالميًا من منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
- توقعات إضافات الطاقة المتجددة لعام 2025 من ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
0 تعليق