أسعار الغاز الجنونية قد تضرب تحول الطاقة في قارتين

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ينعكس ارتفاع أسعار الغاز سلبًا على خطط تحول الطاقة ونشر التقنيات النظيفة المخفضة الانبعاثات؛ إذ يدفع باتجاه معاودة النفط والفحم للاستحواذ على حصة أكبر من مزيج الطاقة.

وسلّط محللون الضوء على دفع مستويات الأسعار نحو توسعة نطاق مصادر الوقود الأحفوري الملوثة، والمنتجات المكررة الناجمة عن حرق النفط ومعالجة الخام.

ونمَت حدّة هذه المخاوف بعدما كشفت أحدث بيانات سوق الغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تسجيل الأسعار في أوروبا مستوى قياسيًا جديدًا اليوم الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2025)، مع قفزتها لأعلى مستوياتها منذ عامين بكسر حاجز 60 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.

ومن شأن ذلك أن ينعكس سلبًا على خطط تحول الطاقة في أوروبا وآسيا، إذ عززت القارتان استعمال الغاز الطبيعي والمسال لتقليص الاعتماد على الفحم الملوث.

تحول الطاقة في أوروبا وآسيا

يعدّ تعطُّل تحول الطاقة في أوروبا أحد أبرز السيناريوهات المستقبلية، مع تحوّل الدفة مرة أخرى لصالح النفط والفحم في مواجهة الأسعار القياسية للغاز.

وتواجه دول القارة الآسيوية السيناريو ذاته، ولا يقتصر الأمر على أوروبا فقط، خاصة مع تحويل التجّار شحنات الغاز المسال من آسيا إلى مواني القارة العجوز بحثًا عن مكاسب أعلى.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من رويتر

وشهد شهر يناير/كانون الثاني الماضي تعديل 6 شحنات غاز مسال أميركية مسارها في عرض البحر من مرافق الدول الآسيوية إلى موانٍ أوروبية.

وانطبق الأمر ذاته على شحنتين من الغاز المسال العماني الذي يتخذ من آسيا وجهة له في العادة، لكن على غير العادة، انطلقت الشحنتان إلى فرنسا وتركيا.

ومع اشتداد وتيرة المنافسة على الإمدادات، وتفضيل التجّار السوق الأوروبية ذات الأرباح الأعلى، قد تعاود الدول الآسيوية التحول إلى مصادر وقود أخرى، أبرزها النفط والفحم.

حرق النفط

قد يسجل حرق النفط نموًا متزايدًا في الاستعمالات الصناعية الآونة المقبلة، إذ يعدّ أقل تكلفة حال استمرار ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية على مستوياتها القياسية الأخيرة.

ويؤثّر ذلك بالتبعية في معدلات الطلب، خاصة أن الأسعار المرتفعة تدفع باتجاه تقليص استعمال لغاز لصالح التوسع في المشتقات النفطية والمنتجات المكررة، مثل: الديزل والديزل الأحمر الرديء (gasoil).

وقد يزداد الطلب على الديزل بمعدل يقترب من 100 ألف برميل برميل يوميًا، مع التحول التدريجي بعيدًا عن الغاز في أوروبا، حسب تقديرات فاكتس غلوبال إنرجي (إف جي إي FGE) للاستشارات والتحليل.

وجاءت هذه التوقعات ذلك بعدما فاقت أسعار الغاز عقود الديزل الآجلة في أوروبا، في سابقة لم تحدث منذ مطلع عام 2023.

وأشار مسؤول المنتجات المكررة في "إف جي إي"، يوجين ليندل، إلى أن التحول من الغاز إلى زيت الوقود نما بشكل ملحوظ في وقت سابق، غير أن الآونة المقبلة ستشهد تزايدًا في استعمال الديزل الأحمر الرديء، بحسب ما نقلته عنه بلومبرغ.

ومع توقّع الاندفاع باتجاه المشتقات النفطية، حذّر محللون من التداعيات على أسعار التكرير وتكلفة إنتاج الديزل، التي قد تتجه للارتفاع أيضًا في ظل تزايد الطلب والتحول بعيدًا عن الغاز المكلف.

مرافق لتخزين الغاز
مرافق لتخزين الغاز - الصورة من إنرجي وورلد رومانيا

توليد الكهرباء من الفحم

تزداد توقعات عودة توليد الكهرباء من الفحم بحصص كبيرة في أوروبا مرة أخرى، بعدما سجلت تراجعًا لصالح موارد أكثر نظافة وأقل انبعاثات.

وعززت دول شمال أوروبا من توليد الكهرباء بالغاز مؤخرًا؛ ما سبَّب ضغطًا على الطلب ودفع الأسعار للارتفاع.

وزاد استعمال الغاز في إنتاج الكهرباء في كل من: (ألمانيا، وبريطانيا، وهولندا، وبولندا) بنِسب تزيد على 10% على أساس سنوي.

ومن شأن خفض استهلاك هذه الدول للغاز تقليص مستويات الأسعار من ارتفاع 60% على أساس سنوي، لكنه سيؤدي إلى ارتفاع جديد في معدلات الانبعاثات، طبقًا لما أوردته رويترز.

ومع تسجيل سعر الغاز مستوى قياسيًا، قد تتحول بعض شركات ومرافق الكهرباء إلى استعمال الفحم الملوث مرة أخرى، وتوسّع حصّته في مزيج الكهرباء، خاصة ألمانيا وبولندا.

وتجاوزت أسعار عقود الغاز خلال العام الجاري أسعار الفحم بنحو 36%، إذ زادت الفجوة بينهما إلى 13 يورو لكل ميغاواط/ساعة (13.42 دولارًا أميركيًا)، وقد ترتفع إلى 14.70 يورو لكل ميغاواط/ساعة، حسب مؤشر تي تي إف الهولندي.

ومن المتوقع أن يستمر الفارق السعري إلى العام المقبل أيضًا، ما يشجع شركات الكهرباء على توسعة نطاق استعمال الفحم لخفض تكاليف التشغيل.

وفي حالة بريطانيا، قد يزداد الاعتماد على مشروعات الرياح، خاصةً أن آخر محطات توليد الكهرباء بالفحم أُغلقت العام الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق