أعلن العراق تنازله عن 256 مليون دولار من مستحقاته مقابل صفقة نفطية، أبرمها مع إحدى الدول الواقعة في جنوب شرق أفريقيا، وفق ما ورد في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت وزارة المالية في موزمبيق، اليوم الثلاثاء 11 فبراير/شباط (2025)، إن بغداد تنازلت عن مبلغ 256 مليون دولار من ديون النفط التي كانت مستحقة على الدولة الأفريقية، والتي كانت تدفعها على عدد من الأقساط السنوية.
ويدين العراق موزمبيق بمبلغ إجمالي يصل إلى نحو 320.2 مليون دولار، ومن المقرر بعد إسقاط المبلغ المعلن، أن تدفع الدولة الأفريقية الدين المتبقي عليها الذي يبلغ نحو 64 مليون دولار، على مدى 15 عامًا بداية من عام 2029.
يُشار إلى أن هذه الديون تعود إلى عقود طويلة، إذ إنها مقابل صفقة لتوريد النفط العراقي إلى موزمبيق بين عامي 1979 و1980، ولم تكن قد سُدّدت، في حين تفاوض الجانبان عليها خلال شهر فبراير/شباط الجاري، في جلسات انعقدت في أبوظبي بدولة الإمارات.
النفط العراقي إلى موزمبيق
على الرغم من إسقاط ديون النفط العراقي إلى موزمبيق، التي يصل عمرها إلى نحو 46 عامًا، ما تزال الدولة الأفريقية الغنية بالغاز تكافح للتخلص من مزيد من الأعباء التي فرضتها عليها الديون المملوكة لعدد آخر من الدول.
وكانت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني قد خفّضت في 7 فبراير/شباط الجاري 2025، التصنيف الائتماني للعملة الأجنبية لموزمبيق إلى "CCC" من "CCC+"، وهو ما يشير بقوة إلى حجم الأزمة التي تشهدها البلاد، وتؤثر بدورها في قطاع الطاقة.
وذكرت وكالة التصنيف الائتماني، في تقريرها، أن الاضطرابات السياسية والاجتماعية المتزايدة في البلاد أثرت في عائدات الحكومة، بالتزامن مع الحاجة إلى تمويلات، وفي ظل عدم اليقين بشأن التمويل الخارجي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت وزارة المالية في موزمبيق، أن المبالغ التي أسقطها العراق، والبالغة نحو 256 مليون دولار، تُعد جزءًا من ديون النفط المستحقة على مابوتو منذ عقود مضت، ومن المنتظر أن تحقّق الدولة الأفريقية نجاحًا في إسقاط ديون أخرى.
يُشار إلى أن موزمبيق تشهد تهديدات كبيرة لمشروعات الغاز المسال، بعدم استكمالها، بسبب أعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرًا، التي من شأنها أن تقوّض طموحات الدولة بتلبية الطلب المحلي وتوفير الصادرات إلى أوروبا.
أزمة مشروعات الطاقة في موزمبيق
تصاعدت أزمة مشروعات الطاقة في موزمبيق، مع تزايد قلق الشركات العالمية، وفي مقدمتها إيني الإيطالية وإكسون موبيل الأميركية وتوتال إنرجي الفرنسية، بشأن أعمال العنف التي اجتاحت العاصمة مابوتو خلال الأسابيع الأخيرة.
وتُقدّر استثمارات هذه الشركات في قطاع الغاز المسال في موزمبيق بمليارات الدولارات، الأمر الذي يهدّد المشروعات العملاقة في مقاطعة كابو ديلغادو بشمال شرق البلاد، لا سيما بعد إعلان مقتل أكثر من 175 شخصًا، منذ أن أكدت المحكمة الدستورية العليا في البلاد فوز مرشح جبهة التحرير دانييل تشابو بالرئاسة.
ولا يوجد حتى الآن سوى مشروع غاز مسال واحد يعمل في موزمبيق، وهو المشروع العائم "كورال ساوث" الذي تشغله شركة إيني الإيطالية، الذي دخل حيز التشغيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- العراق يتنازل عن 256 مليون دولار مقابل شحنات نفطية لموزمبيق.. من بلومبرغ
- أزمة مشروعات الغاز المسال في موزمبيق من منصة "إنرجي إنتليجنس".
0 تعليق