علقت الإعلامية لميس الحديدي على الجدل المثار حول المؤتمر الصحفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك الأردن عبدالله الثاني، والحديث بشأن تهجير الفلسطينيين.
وقالت الحديدي عبر حسابها بمنصة «إكس»: «تابعت النص الأصلي الإنجليزى لمقابلة ترامب والعاهل الأردنى الملك عبدالله أمس.. وبعيدا عن رأى السوشيال ميديا المتحفز.. لى مجموعة ملاحظات».
لم يكن هناك مؤتمر صحفى
وأضافت: «طبقًا لزملاء صحفيين في البيت الأبيض لم يكن هناك مؤتمر صحفى مقرر، بل كان الاجتماع مدرجًا على أنه مغلق وفوجئ الصحفيون بدعوتهم للدخول. بمعنى أن ترامب قرر نصب السيرك وإحراج الملك بإطلاق تصريحاته العبثية أثناء جلوسه».
![الملك عبدالله: لترامب رفض تهجير الأسماء](https://dqnxlhsgmg1ih.cloudfront.net/storage/attachments/5943/Gjh8hOXsAAKQuP-1739306420645_large.jpeg)
وتابعت: «ما يقال في الغرف المغلقة ليس بالضرورة ما يقال في العلن خاصة إذا كان الخلاف مع رئيس أكبر قوة عظمى ورجل عبثى أهوج يشعر بتعاظم قوته، يريد شراء غزة وضم كندا وجرينلاند والخروج من النظام الدولى وإحراج الجميع ليبدو شمشون الجبار.. تفويت فرصة تفجير الخلاف في العلن كان ضروريًا».
وأوضح: «العاهل الأردنى لم يتراجع عن موقف الأردن المعلن، فقط هو ناور قليلا وقال إننا بانتظار الخطة المصرية العربية المشتركة، وإن هناك اجتماعًا مع ولى العهد السعودى والدول العربية، وأكد مرتين أن مصر لديها خطة. هذا ليس هروبًا بل تأكيد واضح لترامب أنك لن تستطيع أن تبرم صفقة مع كل دولة على حدة.. فالإجابة ستكون عربية. ثم ترسيخ إن مصر هي القائد هنا وهى العقل.. وهذه حقيقة، فهو لا يلقى بالكرة إلينا، لكنه يؤكد واقع وبالتأكيد هذا النص متفق عليه مع الرئيس السيسى وولى العهد السعودى».
وتابعت: «فيما يخص التهجير حاول الملك أيضا ألا يصطدم بترامب وهو يكرر أفكاره العبثية أمام الصحفيين لمزيد من استفزاز الملك.. لكنه تمكن من المناورة أيضا وقال سنستقبل ٢٠٠٠ طفل للعلاج، ولن أفعل إلا ما هو في صالح بلدى الأردن. والمعنى واضح لا يحتاج أن نقول له مفيش وهو كده المعنى واضح».
وأكملت: «هذه الإجابة بالمناسبة لم تعجب ترامب.. كان يريد تأكيدا من الملك أنه يوافق على إعطائه قطعة أرض ويبارك خطته.. لكنه لم يحصل على ذلك- علنا على الأقل- ولا داخل الاجتماع كما أكد البيان».
واستطردت الحديدي: «البعض يرى أن العاهل الأردنى كان يجب أن يكون أكثر وضوحا في قضية التهجير وضم الضفة، لكن هناك رأى آخر أننا أمام شخص منفلت يملك قوة كبرى.. وأفضل طرق التعامل معه الآن هو تفويت فرصة الانفجار.. مع الإصرار على المواقف دون تراجع.. ثم التفاوض والتفاوض حتى نثبت له أن ما يفكر به هو وهم لن يتحقق.. وتلك حكمة تستحق ذكاء سياسيًا، فلا أحد يريد صدامًا يؤدى لمواجهات عسكرية أو عقوبات اقتصادية».
وتابعت: «أصدر الأردن بيانا واضحا بما حدث داخل الاجتماع وخرج وزير الخارجية ورئيس الوزراء بإيضاحات أكثر دقة وحسمًا ليس بها أي تراجع».
وأوضحت: «من كل ما سبق.. ملك الأردن وكان أول مسؤول يواجه طوفان الفكرة الترامبية مباشرة تمكن من المناورة (وإن لم تعجب البعض) دون أن يقدم أي تنازل وهذا هو الأهم.. لم يحصل منه ترامب على موافقة وإلا لكان خرج بعد الاجتماع وقال إن الأردن قد وافق على استقبال الفلسطينيين وضم الضفة وهذا لم يحدث».
وبينت: «لا يجب أن ننسى أو نغفل كم الضغوط التي يتعرض لها الأردن من قبل أمريكا. الأردن دولة صغيرة والمعونات الأمريكية أساسية له، ولكنه تمكن رغم ذلك من المناورة حتى إشعار آخر».
وأضافت: «ترامب مستعد لإحراج الجميع، لذا أي مقابلة معه يجب أن تكون جماعية برأىٍ واحد وتفاوض يجد فيه مصلحته الاقتصادية (مع السعودية مثلا)».
وختمت الحديدي: «الآن الأهم هو الخطة العربية والموقف العربى المشترك.. والذكاء في التعامل مع ترامب، في السياسة المهم النتائج وليس العبارات الرنانة والشعبوية والخلافات على الهواء. الآن وقبل ذلك وبعد ذلك دور مصر محوري.. حاسم وننتظر قمة عربية مهمة».
0 تعليق