رصد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، تراجع القطيع الوطني من المواشي بقيمة 38 بالمائة مقارنة بسنة 2016، التي تم خلالها إجراء الإحصاء الوطني للقطاع الفلاحي، مشددا على وجود “نقص حاد أثر على إنتاج اللحوم”.
وقال البواري، في اللقاء الصحافي الأسبوعي الذي ينعقد عقب المجلس الحكومي: “خلال السنوات الاعتيادية كنا نشهد ذبح 230 ألف رأس…هذا الوضع تغير وصرنا نذبح حاليا ما بين 130 و150 ألف رأس، دون إغفال تأثير عامل الاستيراد وغيره”.
وأكد المسؤول الحكومي ذاته أن “الجهاز الحكومي بادر إلى اتخاذ عدة تدابير في قانون المالية لسنة 2025، منها تعليق رسوم الاستيراد والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على استيراد الأبقار والأغنام والماعز والإبل واللحوم الحمراء، وذلك بغاية خلق التوازن في أسواق اللحوم”، وفق تعبيره.
وأشار المتحدث عينه إلى وجود ما اعتبرها “طفرة في وتيرة الاستيراد خلال شهري يناير وفبراير مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية”، موضحا أنه “تم استيراد ما يناهز 21 ألفا و800 رأس من الأبقار، و124 ألف رأس من الأغنام و704 أطنان من اللحوم الحمراء، وهذا إلى حدود أمس الأربعاء”.
كما لفت وزير الفلاحة إلى أن ما تم القيام به مكّن بشكل نسبي من تحقيق التوازن داخل الأسواق، مع بوادر تراجع الأسعار التي صارت تتضح، خصوصا أسعار لحوم الأبقار، بالمقارنة مع السنة الفائتة، مذكرا بالهوامش بين البيع بالجملة والبيع بالتقسيط، التي تخلق ربحا كبيرا بالنسبة للحوم والخضر.
وأفاد المتحدث عينه بأنه “بالنظر إلى تراجع القطيع الوطني فإنه يتم في الوقت الحالي إعداد برنامج شامل لدعم قطاع الإنتاج الحيواني على المستوى الوطني، على أن يضم 6 مكونات رئيسية، ضمنها التغذية الحيوانية”، مردفا: “سنوفر الأعلاف للمربين بكمية تقدر بين 15 و18 مليون قنطار”.
وتعهّد الوزير بـ”توفير تأطير تقني لتحسين إنتاجية الأغنام والماعز والأبقار والإبل، بالإضافة إلى العناية بالصحة الحيوانية، وكذلك تنفيذ برنامج للفلاحة التضامنية الموجهة نحو تربية الماشية، مع استحضار الجانب المجالي والاتجاه أكثر نحو المناطق الهشة، وتوفير الدعم لـ’الكساب’ الصغير لمساندته وتشجيعه على أن يحافظ على نمط الإنتاج”.
ومن ضمن الحلول الحكومية أشار المسؤول ذاته إلى العمل على حماية المخزون الوطني من إناث الماشية بغاية تشجيع الإنتاج وتوفير قطيع في حلته القديمة، وزاد: “يشمل الأمر إناث الأبقار والأغنام والإبل، وسيعزّز ببرنامج خاص بالشباب القروي لدعم مشاريع الإنتاج الحيواني، تشتغل عليه الوزارة”.
كما أورد البواري، بخصوص شهر رمضان و”محنة التموين وغلاء الأسعار”، أن “ثمة مبادرة سيتم إطلاقها لتوفير الأسماك التي يُقبل عليها المغاربة بكميات معقولة وبأثمان مناسبة خلال شهر رمضان”، ولفت بشأن نقاشات عيد الأضحى المقبل إلى أن “الموضوع ليس من اختصاص وزارة الفلاحة، بل اختصاصها هو توفير الماشية”.
" frameborder="0">
0 تعليق