أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية أن الوطن أكثر من الفكرة وربما يكون عقيدة، مشيرا إلى فرحة المسلمين بالعودة إلى مكة بعد الهجرة.

وقال عياد خلال برنامج "نظرة" المذاع على قناة "صدى البلد": "تحويل القبلة حدث جلل وعظيم ويكشف عن فرح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله استجاب لرجائه ولا شك أن هناك من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم من كان يرجوه إلا أنه كان يخشى أن يتحدث من أن يكون هناك تجاوز".

وأضاف: "المسلمون خرجوا من مكة وقلوبهم معلقة بها، وكان لديهم فلسفة الوطن ورغم ما حدث لهم من أزمات وتحديات إلا أنه يبقى للوطن التأثير، لا يمكن لعاقل منصف موضوعي أن يحيد عن الوطن".

وتابع: "لنتوقف أمام حالة الفرح حين فتح المسلمون مكة وكيف أن هذا الفتح لم يكن عاديا وإنما جمع بين الفرح المادي والمعنوي، الفرح المادي في الحرص على إزالة كل ما يعكر العلاقة بين العبد وربه ومن ثم لجأوا لإزالة الأصنام والأوثان وتطهير بيت الله الحرام من هذه المعبودات التي عبدت من دون الله وهم قاموا بذلك؛ لأن العبادة يجب أن تكون خالصة لله وإعطاء درس بأن واجب الوطن يقتضي العمل على حفظه وحفظ الوطن إزالة ما يعوق التقدم والعمران وعلى رأس ذلك التقدم والعمران العلاقة بين العبد وربه".

وأوضح: "الجانب المعنوي تراه في هذا الفرح وكلا منهم يبحث عن أقاربه وأصدقائه ثم الشهور بالراحة والسكينة في العودة إلى مكة".

وأكمل: "الوطن أكثر من الفكرة وربما يكون عقيدة لأن الإنسان لا يتصرف ولا يقوم بإصدار أفعال ألا من جملة من التصورات التي تلازمه وطالما أن الوطن عقيدة فلا يمكن للإنسان أن يتجاوز معه ولا يمكن للإنسان أن يخونه أو يعمل على تبديد موارده أو الاحتقار من شأنه".

وواصل: "قلنا إننا نتحدث عن إطار عام جاءت به الشريعة الإسلامية وسميت بالمقاصد الضرورية وهذه الأمور تحتاج إلى دولة ووطن حتى تصان ويمكن أن يتم المحافظة عليها".