أمشير الشهر القبطي يُقال إنه يأخذ العجوزة ويطير اسمه مستوحى من كلمة مجير التي كانت ترمز إلى الرياح عند قدماء المصريين

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أمشير، الشهر القبطي الذي يحمل اسمه طابعًا فريدًا، يُقال إنه يأخذ العجوزة ويطير. اسمه مستوحى من كلمة “مجير”، التي كانت ترمز إلى الرياح عند قدماء المصريين. هذا الشهر يُعرف باستعارة 10 أيام من شهر طوبة في بدايته، واشتهر بين الفلاحين بأسماء مثل “مشير، مشرشر، وشراشر”، في إشارة إلى طقسه الحاد وتقلباته.

أمشير الشهر القبطي هو الشهر السادس في التقويم القبطي ويأتي بعد شهر طوبة، حيث يبدأ من 8 فبراير ويستمر حتى 9 مارس من كل عام.

يمتاز هذا الشهر أمشير الشهر القبطي بتغيراته الجوية الحادة، إذ تشتد فيه الرياح والعواصف الترابية بشكل ملحوظ. ولهذا ارتبط بالعديد من الأمثال الشعبية التي تعبر عن طبيعته وتأثيره الواضح على حياة المصريين القدماء.

أمشير الشهر القبطي

أمشير الشهر القبطي

يعتمد أمشير الشهر القبطي على دورة الشمس، ويُعتبر إلى حد كبير الأكثر دقة فيما يتعلق بالظروف المناخية والزراعية طوال العام. لهذا السبب، يشكل الشهر ركيزة أساسية يعتمد عليها المزارع المصري في تحديد مواسم الزراعة واختيار المحاصيل التي يزرعها.

رغم ما يحمله شهر أمشير من تحديات وصعوبات، إلا أنه يبعث الأمل بقرب حلول الربيع. وقد ترك هذا الشهر أثرًا واضحًا في الثقافة الشعبية المصرية، حيث تزخر الأمثال والحكايات بالطبيعة المتقلبة لهذا الشهر وظروفه الجوية غير المستقرة.

يتوسط أمشير الشهر القبطي ترتيب شهور التقويم القبطي، حيث يأتي بعد شهر طوبة وقبل شهر برمهات. ويستند هذا التقويم إلى النظام الشمسي، ويُعتبر امتدادًا للتقويم المصري القديم الذي وضعه الفراعنة لتقسيم السنة إلى 13 شهرًا. هذه الدقة في تقسيم الزمن جعلت من أمشير مرجعية ثابتة للمزارعين المصريين على مر العصور، منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا.

يجسد أمشير الشهر القبطي تسميات متوارثة استمدت جذورها من الثقافة المصرية القديمة، حيث ارتبط اسمه بـ”مجير”، رمز الرياح لدى المصريين القدماء. ويُلاحظ بنهاية هذا الشهر بداية تحسن الأحوال الجوية، ليعقبه شهر برمهات، الذي عرف بفصل النماء عند المصريين القدامى، حيث تنحسر مياه فيضان النيل وتزدهر المحاصيل.

الشهور القيطية واﻷمثال المصرية القديمة

الشهور القيطية واﻷمثال المصرية القديمة

أطلق الفلاح المصري القديم على شهر أمشير عدة تسميات، منها:

– *مشير*: وتشير إلى “عشرة الغنّامى”، وهي مرحلة من الشهر يُخدع فيها راعي الغنم بالدفء الظاهري للجو الذي سرعان ما ينقلب.

– *مشرشر*: أو ما أطلق عليه أيضاً “عشرة الماعز”، وتعكس هذه التسمية شدة البرودة وهبوب الرياح، مصحوبة غالباً بتساقط الأمطار.

– *شراشر*: التي تعرف كذلك بـ”عشرة العجوزة”، وتمثل فترة قاسية للأجواء تجعلها غير ملائمة لخروج كبار السن، مما يدفعهم للبقاء في المنازل حتى عودة الدفء.

الأمثال الشعبية المرتبطة بشهر أمشير

كعادتها، تنجح الأمثال الشعبية المصرية دائمًا في التعبير ببراعة عن الظواهر المختلفة والتقاليد المرتبطة بمختلف شهور السنة، ومنها شهر أمشير القبطي الذي اشتهر برياحه العاصفة وتقلباته المناخية. تم توظيف اسم هذا الشهر في العديد من الأمثال التي تعكس سماته، وقد استعرضها أحمد تيمور باشا في كتابه “الأمثال الشعبية”، ومن أبرزها ما يلي:

الشهور القيطية واﻷمثال المصرية القديمة

الشهور القيطية واﻷمثال المصرية القديمة

الاسم لطوبة والفعل لأمشير

يُقال هذا المثل لوصف الشخص الذي يُعرف بميزة معينة ولكنه يؤدي أو يصنع أعمالًا يستفيد منها غيره. يرتبط المثل بالحيرة التي تصيب الناس بسبب أيام شهر طوبة الباردة حينما تتخللها أحيانًا فترات دافئة تشبه طقس أمشير، مما يعكس حالة التداخل بين الشهرين.

ياخد العجوزة ويطير أمشير أبو الزعابير الكتير

يشير هذا المثل إلى شدة الرياح في شهر أمشير، والتي تُصور بقوة دفعها، لدرجة أنها قد تحمل الأشخاص الضعفاء مثل كبار السن. قديمًا، عُرف عن أمشير تسببه في نفوق الأغنام نتيجة البرودة القاسية التي كانت تسيطر خلاله.

زي روايح أمشير كل ساعة في حال

يُستخدم هذا المثل للدلالة على الشخص المتقلب في مزاجه أو أحواله، تمامًا مثل طبيعة شهر أمشير الذي يشهد تنوعًا بين أيام ذات طقس لطيف وأخرى تضج بالرياح والبرودة الشديدة، مما يجعل من الصعب التنبؤ باستقراره.

الشهور القيطية واﻷمثال المصرية القديمة

الشهور القيطية واﻷمثال المصرية القديمة

إن هل المشير اعجن من البير

يعبر هذا المثل الشعبي عن الدفء النسبي الذي يبدأ في الظهور مع حلول شهر أمشير. فبعد برودة شهر طوبة الشديدة، يُتيح أمشير فرصة للاستفادة من المياه الجوفية التي تصبح أقل برودة، مما يسهل استخدامها في مختلف الأنشطة اليومية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق