في مشهد يعكس خطورة انتحال الصفة والتلاعب بأرواح الناس شهدت محافظة الغربية واحدة من أخطر قضايا النصب الطبي حيث أسدلت محكمة جنايات المحلة الكبرى الستار على قضية شغلت الرأي العام وأثارت جدلًا واسعًا بعدما أصدرت حكمًا بالسجن المشدد 5 سنوات على الطبيب المزيف الذي لم يحصل سوى على الشهادة الإبتدائية لكنه نجح في خداع المرضى وانتحال صفة طبيب بشري واستقطاب ضحاياه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الطبيب المزيف من الجهل إلى عيادة فاخرة

بداية الطبيب المزيف، تمكّن الشاب "محمود ر ال" ببراعة المحتال المحترف؛ من تحويل جهله إلى مشروع مربح حيث افتتح مركزًا علاجيًا داخل قرية أبو صير بمركز سمنود وروّج لنفسه عبر منصة "تيك توك" مدعيًا امتلاكه قدرة خارقة على علاج الأمراض المستعصية باستخدام الإبر الصينية والأعشاب الطبية بل وصل به الأمر إلى تقاضي أكثر من 6 آلاف جنيه مقابل الكشف الواحد فيما أوهم العشرات بل المئات ممن وقعوا في شباكه بحثًا عن علاج سريع وسحري

سقوط القناع وظهور الضحايا

لم يدم وهم "الطبيب المزيف" طويلًا فمع ازدياد الحالات التي تعرّضت لمضاعفات خطيرة وإحداث عاهة مستديمة لأحد الأشخاص قامت على إثرها بتر أحد أصابعه عن طريق حقن مادة مجهولة المصدر.

بعد كل هذه المراوغات؛ ظهرت الحقيقة المروعة إذ تعرض أحد المرضى للبتر بعد تشخيص خاطئ وعلاج عشوائي فيما أصيب آخر بمشاكل خطيرة في التنفس أدخلته في دوامة من الأزمات الصحية ليبدأ الضحايا في تقديم البلاغات للجهات المختصة

القبض والمحاكمة.. لحظة الحقيقة

وبمجرد ورود البلاغات تحركت قوة من المباحث الجنائية إلى المركز الوهمي حيث تم القبض على المتهم متلبسًا داخل "عيادته" التي كانت تعجّ بالمرضى البسطاء وبمواجهته اعترف بأنه لم يدرس الطب يومًا لكنه استغل مهاراته في الإقناع ومعرفته ببعض مصطلحات العلاج البديل للنصب على الناس وتحقيق أرباح طائلة

لم تتهاون المحكمة في معاقبته نظرًا لحجم الضرر الذي سببه للمجتمع فأصدرت حكمها بالسجن المشدد 5 سنوات ليكون عبرة لكل من يتلاعب بأرواح الناس تحت أي مسمى وليؤكد القضاء أن العدالة تلاحق كل من تسوّل له نفسه استغلال آلام المرضى لتحقيق مكاسب غير مشروعة.