قام بنك أوف أميركا (BofA) بمراجعة توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية لعام 2025، مشيرًا إلى مجموعة من التحديات الدولية والمحلية التي قد تثبط الآفاق الاقتصادية.

وخفضت المؤسسة المالية توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.5٪ من 1.8٪ السابقة.

يأتي هذا القرار في أعقاب الأحداث الاقتصادية العالمية الأخيرة، بما في ذلك بدء إدارة ترامب في فرض تعريفات تجارية جديدة، وتوقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في يناير، وظهور الذكاء الاصطناعي التنافسي المولد من الصين المسمى DeepSeek.

ويشير تحليل بنك أوف أميركا إلى أن هذه العوامل مجتمعة تشكل مخاطر سلبية على النمو الاقتصادي لكوريا الجنوبية.

وحافظت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على اتفاقية التجارة الحرة (FTA) منذ عام 2012، والتي خفضت فعليًا التعريفات الثنائية إلى ما يقرب من الصفر.

وعلى الرغم من التعديلات الطفيفة التي طرأت على اتفاقية التجارة الحرة خلال فترة ولاية ترامب الأولى، والتي تهدف إلى معالجة الاختلالات في قطاع السيارات، فقد اتسع العجز التجاري الأمريكي مع كوريا بشكل كبير.

مع قيام الولايات المتحدة بتوسيع التعريفات الجمركية إلى ما هو أبعد من الصين لتشمل كندا والمكسيك، وتواجه الصلب الكوري تعريفة جمركية عالمية بنسبة 25٪، يشير بنك أوف أميركا إلى وجود احتمال متزايد لمخاطر التعريفات الجمركية على السلع الكورية وإعادة التفاوض المحتملة على اتفاقية التجارة الحرة.

وعلى صعيد السياسة النقدية، أدى قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة في يناير، إلى جانب سوق العمل القوية والتضخم المستمر، إلى دفع خبراء الاقتصاد الأمريكيين في بنك أوف أميركا إلى توقع عدم إجراء المزيد من تخفيضات الأسعار. 

وقد يحد هذا من الحد الأدنى للسعر النهائي لبنك كوريا، حيث يتوقع بنك أوف أميركا احتمالًا منخفضًا لتخفيضات أسعار الفائدة النهائية لبنك كوريا إلى ما يتجاوز 2.25٪.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن صعود الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek يفرض شكوكًا جديدة على صادرات التكنولوجيا الكورية ويمكن أن تتأثر صادرات الذاكرة عالية النطاق الترددي الكورية (HBM)، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بطلب الذكاء الاصطناعي، بتكاليف التطوير المنخفضة لنماذج الذكاء الاصطناعي، مما قد يقلل من الحاجة إلى الرقائق المتطورة.

وفي حين لم تكن هناك تخفيضات كبيرة في الطلبات من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى حتى الآن، فإن تقلب زخم نمو صادرات أشباه الموصلات لا يزال مصدر قلق للاستثمار المحلي في منشآت كوريا الجنوبية.