الزعماء العرب يستعدون للاجتماع لمواجهة خطة ترامب بشأن غزة

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يجتمع الزعماء العرب في المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة للمرة الأولى لصياغة الرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة وطرد سكانها الفلسطينيين، وفقًا لشبكة سي إن إن الإخبارية.

ووفقًا لشبكة فوكس نيوز، قال ترامب إنه لم يطلع على الخطة المصرية بعد.

وقالت المملكة العربية السعودية إن الاجتماع الذي يضم مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج العربية الأخرى سيعقد قبل القمة العربية الأوسع نطاقا في الرابع من مارس ومن المتوقع أن يلي ذلك اجتماع للدول الإسلامية، وفقا لوزارة الخارجية المصرية.


وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن رؤية ترامب لـ"ريفييرا غزة" بحاجة إلى مراجعة للواقع العربي ولم تشجع هذه الزيارة الملكية للعاهل الأردني إلى البيت الأبيض إلا على ذلك.

وكانت مصر قد أعلنت في أوائل فبراير الجاري عن عقد "قمة طارئة"، ومن المقرر أن تعقد هذه القمة بعد أسابيع من طرح ترامب لخطته، مما يظهر سباق الدول العربية مع الزمن من أجل صياغة موقف موحد.


وحول العالم، تتداول وسائل الإعلام تفاصيل متضاربة حول الخطة العربية التي لم تعلن بعد، ومن المرجح أن القاهرة تقترح خطة تتراوح بين 10 و20 عاما لإعادة بناء غزة بتمويل من دول الخليج العربية، مع استبعاد حماس من حكم القطاع والسماح لسكانه الفلسطينيين البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة بالبقاء.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر مصرية قولها إن الخطة لم تعتمد حتى اليوم ولم تحصل بعد على الدعم الكامل من الدول العربية التي تختلف حول كيفية إدارة غزة. وطلبت شبكة سي إن إن التعليق من الحكومة المصرية.

وسلطت سي إن إن الضوء على تصريحات رئيس الوزراء  مصطفى مدبولي بأن مصر قادرة على إعادة بناء غزة بالكامل في غضون ثلاث سنوات لتصبح "أفضل مما كانت عليه من قبل"، دون أن يوضح تفاصيل إضافية أو خططًا لتحقيق ذلك.

وأشارت سي إن إن إلى أنه إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة في الأشهر المقبلة، فإن هذا يعني أن الرؤية يمكن أن تكتمل قبل نهاية ولاية ترامب الرئاسية، وتشير معظم التقييمات إلى أن إعادة بناء الجيب بالكامل سوف تستغرق وقتا أطول بكثير.

وقال البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء إن إعادة الخدمات الأساسية وحدها، بما في ذلك الصحة والتعليم، فضلًا عن إزالة الأنقاض، وفقًا لتقديراتهم، سوف تستغرق ثلاث سنوات.

 وسوف تحتاج إعادة بناء القطاع المدمر بالكامل إلى عشر سنوات وستتكلف أكثر من 50 مليار دولار، وتقدر تكلفة الإسكان وحده بنحو 15 مليار دولار. وقال رئيس الوزراء المصري إن خطة بلاده تأخذ هذه التقييمات في الاعتبار.

وفي الوقت نفسه، تتطلع الحكومة المصرية ومطورو العقارات في البلاد إلى دور في عملية إعادة البناء، والتي يمكن أن تأتي بعقود تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وقال مدبولي في مؤتمر صحفي في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر "لدينا خبرة، وطبقناها من قبل في مصر"، مضيفا "القدرة على إعادة بناء القطاع وتنفيذ ذلك بطريقة تجعله أفضل مما كان عليه قبل الدمار - ثلاث سنوات حقا هي جدول زمني مقبول للقيام بذلك".

مشوار طويل ومعقد

ورغم إلحاح الدول العربية على تقديم مقترح مضاد مقنع للإدارة الأمريكية، فإن إعادة إعمار غزة هي "مشوار طويل ومعقد"، بحسب البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومن المرجح أن تحتاج إلى معالجة قضايا الحوكمة والتمويل بدعم دولي ــ وهي قضايا مثيرة للجدل قد يكون من الصعب حلها.

يشار إلى أن أي جهد لإعادة الإعمار سيكون بلا جدوى إذا فشل وقف إطلاق النار الهش في غزة، مما سيؤدي إلى عودة القطاع إلى الحرب.

وقال مصدر مطلع على خطط إعادة الإعمار إن التمويل قد يشمل تبرعات عامة وخاصة، على الأرجح من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربية، مضيفا أنه قد يكون هناك مؤتمر دولي للمانحين لغزة في أبريل.

وقد تفشل الخطة أيضًا إذا رفضت إسرائيل، التي سيطرت على حدود غزة قبل وقت طويل من هجوم حماس في أكتوبر 2023، التعاون. وحتى الآن، دعمت إسرائيل خطة ترامب لإخلاء غزة من السكان، وأعلنت وزارة دفاعها هذا الأسبوع عن خطط لإطلاق "مديرية المغادرة الطوعية لسكان غزة " لتسهيل هجرة الغزيين الراغبين في ذلك.

وتوصلت حماس وإسرائيل الشهر الماضي إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من الهدنة التي قد تتوج بوقف إطلاق نار دائم. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الثلاثاء إن المحادثات ستبدأ بشأن المرحلة الثانية المحتملة للهدنة - بعد أسبوعين من الموعد المقرر لبدء المحادثات.

وقالت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية يوم الخميس إنها مستعدة لحكم غزة بعد الحرب، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا. ومن غير المتوقع أن تشارك السلطة الفلسطينية في الاجتماع السعودي يوم الجمعة.

وأرسلت حماس رسائل متضاربة، لا تزال في المنطقة الرمادية، حول الدور الذي تراه لنفسها في غزة بعد الحرب. ففي نهاية الأسبوع، أرسل المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان رسالة تحدٍ، حيث قال خلال مقابلة أجريت معه في قطر إن الحركة سوف تقرر بنفسها من سيحكم غزة. ولكن هذا الأسبوع، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، إن الحركة "لا تتشبث بالسلطة".

وفي السياق ذاته، تعمل مصر على تشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على إعادة إعمار غزة.

وفي الأثناء، قالت قطر إن الفلسطينيين هم من يجب أن يقرروا من يحكمهم في المستقبل، وتعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول العربية القليلة التي أعربت عن استعدادها للنظر في دور في غزة بعد الحرب بدعوة من السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها وبالتزام من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل، كما رفضت أبو ظبي خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين.

لكن حماس حذرت من أنها ستعامل أي شخص يأخذ مكان إسرائيل في غزة بنفس الطريقة التي تعامل بها إسرائيل، داعية الدول الإقليمية إلى تجنب أن تصبح "عملاء" لإسرائيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق