سجّلت صادرات باكستان من زيت الوقود أعلى مستوياتها القياسية خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مع هبوط الطلب محليًا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وجاء الارتفاع الحاد في الصادرات عقب قرار إسلام آباد بالسماح للمصافي بالتخلص من فائض زيت الوقود بالتصدير لأغلى الأسواق العالمية، في ظل تحول محطات الطاقة المحلية إلى مصادر الطاقة البديلة.
ووفق سياسة التكرير الجديدة، يُتوقع أن يهبط إنتاج زيت الوقود عالي الكبريت بنسبة 78%؛ ما يؤدي إلى خفض الإنتاج اليومي من 15 ألفًا و500 طن متري إلى 3 آلاف و400 طن متري بعد التحديثات المخطط لها.
ووفق بيانات النصف الأول من السنة المالية 2025 (من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول 2024)، لا يؤدي زيت الوقود حاليًا سوى دور صغير في مزيج الطاقة في باكستان؛ إذ لا يمثل سوى 0.2% فقط من إجمالي توليد الكهرباء، انخفاضًا من النسبة المسجّلة في المدة نفسها من العام الماضي (2%).
إلى جانب ذلك، ارتفعت تكاليف توليد الكهرباء في المحطات العاملة بزيت الوقود بنسبة 5% على أساس سنوي.
نمو قياسي
يُعَد النمو في صادرات باكستان من زيت الوقود في يناير/كانون الثاني (2024) هو الأعلى على الإطلاق منذ أن بدأت البلاد في تصدير هذا الوقود خلال عام 2022، كما أنه يأتي خلال الوقت الذي لا تشجع فيه الحكومة على استهلاك هذا الوقود بالمرافق العامة؛ ما نتج عنه تراجع في الطلب المحلي.
وبلغت صادرات مصافي النفط في باكستان 160 ألفًا و126 طنًا متريًا من زيت الوقود عالي الكبريت، و29 ألفًا و331 طنًا متريًا من زيت الوقود منخفض الكبريت، ليصل إجمالي الصادرات إلى 189 ألفًا و457 طنًا متريًا في يناير/كانون الثاني (2025).
ويزيد حجم صادرات باكستان من زيت الوقود على نظيرتها المسجلة في مايو/أيار (2024) والبالغة 184 ألفًا و445 طنًا متريًا، بواقع 136 ألفًا و788 طنًا متريًا من زيت الوقود عالي الكبريت و47 ألفًا و657 طنًا متريًا من زيت الوقود منخفض الكبريت، وفق بيانات صادرة عن مجلس استشارات شركات النفط، وهي الهيئة المسؤولة عن جمع بيانات استهلاك المنتجات النفطية واستيرادها وتصديرها.
وشرعت باكستان، التي كانت مستوردًا صافيًا لزيت الوقود في الماضي، في تصدير هذا الوقود خلال فبراير/شباط (2022)، قبل أن تنتظم تلك الصادرات نسبيًا، ولا سيما منذ ديسمبر/كانون الأول (2022) فصاعدًا، وفقًا لبيانات مجلس استشارات شركات النفط.
وسجّلت صادرات باكستان من زيت الوقود منخفض الكبريت في يناير/كانون الثاني الماضي نموًا على أساس سنوي نسبته 80%، مقارنةً بالمدة ذاتها من العام السابق حينما لامست صادرات زيت الوقود مرتفع الكبريت 88 ألفًا و976 طنًا متريًا، في حين لم تكن هناك أي شحنات مصدرة على الإطلاق من زيت الوقود منخفض الكبريت.
وخلال الأشهر الـ7 من العام المالي الحالي، أي بين يوليو/تموز (2024) ويناير/كانون الثاني (2025)، صدّرت الدولة الواقعة في جنوب آسيا 809 آلاف و642 طنًا متريًا من زيت الوقود عالي الكبريت و85 ألفًا و137 طنًا متريًا من زيت الوقود منخفض الكبريت، صعودًا من 471 ألفًا و900 طن متري و27 ألفًا و579 طنًا متريًا على الترتيب خلال مدة المقارنة من العام السابق.

بدائل أرخص
ترغب الحكومة الباكستانية في أن تستعمل محطات توليد الكهرباء المحلية بدائل وقود أرخص ثمنًا مثل الفحم والغاز؛ ما يشجع المصافي على تعزيز صادراتها من زيت الوقود.
ووفق بيانات حكومية رسمية، لامست تكلفة توليد الكهرباء من محطة كهرباء تعمل بزيت الوقود 30.4 روبية باكستانية (0.11 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة بدءًا من ديسمبر/كانون الأول 2024، في حين بلغ توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي المسال المعاد تحويله إلى غاز 22.73 روبية (0.081 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة، في حين لامس توليد الكهرباء من الفحم المستورد قرابة 19.15 روبية (0.068 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة.
* (الروبية الباكستانية = 0.0036 دولارًا أميركيًا).
وأظهرت البيانات أن حصة توليد الكهرباء في أثناء الأشهر الـ6 المنقضية في 31 ديسمبر/كانون الأول (2024)، من محطات الكهرباء العاملة بزيت الوقود قد تراجعت إلى 0.2% من 2% خلال مدة المقارنة قبل عام.
وفي يناير/كانون الثاني (2025)، هبط استهلاك زيت الوقود الباكستاني بنسبة 67% على أساس سنوي إلى 60 ألف طن متري، كما تراجع بنسبة 45% ليصل إلى 410 آلاف طن متري خلال الأشهر الـ7 الممتدة إلى 31 يناير/كانون الثاني (2024).
السوق الآسيوية
على الرغم من أن صادرات باكستان من زيت الوقود تضيف إلى الإمدادات الإقليمية؛ فإن سوق زيت الوقود عالي الكبريت الآسيوية الأوسع نطاقًا لا يزال مدعومًا بالطلب الثابت نسبيًا على التزود بالوقود والضغوط المستمرة في الإمدادات الإجمالية في ضوء العقوبات الأميركية الأخيرة على صناعة الطاقة في روسيا.
وفي عام 2023، مثلت الصين والهند الوجهتين الرئيستين لزيت الوقود الروسي؛ إذ سرعت مصافي التكرير في كلا البلدين مشترياتها من الوقود منخفض التكلفة لاستعماله بديلًا عن النفط الخام.
وأصبحت باكستان مصدرًا صافيًا لزيت الوقود في العامين الأخيرين؛ إذ لم تستورد قط أي شحنات من سنغافورة في عامي 2023 و2024، بعدما استوردت إسلام آباد 30 ألفًا و46 طنًا متريًا من الأخيرة في عام 2022، بحسب بيانات صادرة عن شركة إنتربرايس سنغافورة (Enterprise Singapore).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق