يعاني إنتاج الغاز في أوكرانيا نقصًا ملحوظًا نتيجة تداعيات الهجمات الصاروخية المكثّفة التي تشنها روسيا على منشآت الطاقة في البلاد؛ ما يدفع كييف إلى التفكير في زيادة مشترياتها من الخارج حتى أبريل/نيسان (2024).

وفي 19 فبراير/شباط الجاري، طالبت أوكرانيا حلفاءها رسميًا بمساعدتها في استيراد المزيد من الغاز الطبيعي؛ في إطار مساعي كييف لتعزيز وارداتها من هذا الوقود الإستراتيجي بواقع الثُلث إلى 22.6 مليون متر مكعب في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية.

وتوجد مرافق تخزين الغاز في أوكرانيا تحت الأرض، وتحديدًا في غرب البلاد، كما توجد السعة الإنتاجية الرئيسة في الشرق، بمنطقة خاركيف الواقعة في خط المواجهة، وكذلك بمنطقة بولتافا.

ووفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط أوكرانيا لاستيراد 8.6 مليون متر مكعب من الغاز من المجر، و12.2 مليون متر مكعب من سلوفاكيا، و1.8 مليون متر مكعب من بولندا، من بين كميات أخرى عديدة.

وتستهلك أوكرانيا ما بين 110 و140 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا في أثناء الشتاء، ويُغطى الاستهلاك بالتساوي تقريبًا عبر إنتاج الغاز والاحتياطيات من مرافق التخزين، علمًا بأن الغاز في أوكرانيا يُستعمَل أساسًا لأغراض التدفئة والطهي.

800 مليون متر مكعب

تخطط أوكرانيا لاستيراد ما يصل إلى 800 مليون متر مكعب من الغاز من وجهات تصدير أوروبية خلال شهري فبراير/شباط الجاري ومارس/آذار المقبل من أجل تعويض نقص الإنتاج البالغة نسبته أحيانًا 40% بسبب الهجمات التي شنتها روسيا على القطاع، وفق ما صرح به مصدر رفيع المستوى في الصناعة إلى وكالة رويترز.

وشنّت روسيا العديد من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قطاع الكهرباء في أوكرانيا منذ غزوها الأخيرة في 22 فبراير/شباط (2022)، غير أن موسكو سرّعت وتيرة هجماتها على حقول الغاز في الأسابيع الأخيرة.

وقالت شركة الغاز الأوكرانية الحكومية نفتوغاز (Naftogaz) وشركة الطاقة الأوكرانية الخاصة الأكبر في البلاد دتيك (DTEK)، إن روسيا هاجمت منشآت الطاقة الأوكرانية وأحدثت بها تلفيات كبيرة مرتين على الأقل في شهر فبراير/شباط (2025).

وقبل هجمات فبراير، لامس إنتاج الغاز في أوكرانيا نحو 52 مليون متر مكعب يوميًا، كما تراوح استهلاكها من هذا الوقود بين 110 و140 مليون متر مكعب يوميًا في فصل الشتاء.

وبناءً على ذلك؛ نجحت أوكرانيا في سد الفجوة الناجمة عن تخزين الغاز، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

الاستغناء عن الواردات ممكن.. ولكن

قال مصدر، طلب عدم الكشف عن هويته: "بمقدورنا الاستغناء عن الواردات خلال موسم التدفئة هذا، لكن الهجمات على منشآت الإنتاج تجبرنا على استيراد الغاز لتعويض هذا الانخفاض في الإنتاج المحلي"، في تصريحات إلى رويترز.

وقالت الشركة الأوكرانية المشغلة لأنظمة نقل الغاز إن البلاد بدأت في زيادة واردات الغاز، خلال بداية فبراير/شباط الجاري، كما رفعت الأحجام منذ ذلك الحين بنحو 10 أضعاف لتصل إلى أكثر من 20 مليون متر مكعب يوميًا.

ولم يكشف المصدر ومسؤولو الطاقة النقاب عن المستوى الحالي لإنتاج الغاز.

احتياطيات الغاز في أوكرانيا

تمتلك أوكرانيا احتياطيات غاز منخفضة في مرافق التخزين، غير أنه مع إنتاج الغاز المحلي والواردات المخطط لهما، ستكون كييف قادرة على تلبية الطلب المحلي في موسم التدفئة الذي يبدأ عادةً في أواخر أكتوبر/تشرين الأول وينتهي في أبريل/نيسان، دون فرض أي قيود على الصناعة والأسر.

وسبق أن حذّر خبراء طاقة من أن احتياطيات تخزين الغاز في أوكرانيا كانت تقترب من انخفاض خطير نسبته 10% من سعة التخزين البالغة نحو 30 مليار متر مكعب، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحتاج أوكرانيا إلى البدء في ضخ الغاز لموسم الشتاء 2025/2026 في أثناء موسم الربيع، كما تحتاج البلاد إلى تجميع نحو 13 مليار متر مكعب من الغاز، علمًا بأن البلاد لديها 12.9 مليار متر مكعب من الغاز بمرافق التخزين في بداية الموسم الحالي.

ولم يتضح حتى الآن كمية الغاز التي يمكن أن تستوردها كييف بعد شهر مارس/آذار المقبل، لكن سيتوقف هذا على مستوى الإنتاج المحلي الذي سيتأثر مباشرةً بشدة الهجمات الصاروخية الروسية التي تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، وفق المصدر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: