المغرب يبعث "وفودا دينية" إلى أوروبا لتعزيز الأمن الروحي للجالية برمضان

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال باحثون في الشأن الديني إن إيفاد مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بعثة مكونة من 272 عضوا، في إطار المواكبة الدينية للمغاربة المقيمين بالخارج طوال شهر رمضان، “يجعل مغاربة الخارج في أمن روحي متين يربطهم بالأجواء التي تطبع فريضة الصيام خلال شهر رمضان”، مبرزين أنها “خطوة سنوية تخدم الهوية المغربية، وتربط المهاجرين بأصولهم الوطنية أمام التحديات المطروحة في السياق الأوروبي وغيره”.

وأوضح الباحثون، الذين تحدثوا إلى هسبريس، أن “الوفود المغربية التي تواكب صيام المغاربة في بلاد المهجر تقوّي مناعتهم أمام تصلّب اليمين المتطرف ببعض البلدان، واشتداد العداء للجاليات المسلمة بشكل عام”، مضيفين أن “تعزيز حضور التدين المغربي المعتدل يعدّ صمام أمان ضد كل تطرف أو تشويه للنموذج الوطني المنتصر أساسا للوسطية والاتزان والقدرة على العيش المشترك”.

خدمة نموذج وطني

أحمد صابر، باحث في الشأن الديني والدراسات القرآنية، قال إن “محطة رمضان فرصة لتكتيل الجهود من خلال بعثات الأئمة والوعاظ والمرشدين، واستثمارها في هذه المناسبة بغية تعميق شعور مغاربة العالم بهويتهم الدينية وبثقافتهم الوطنية، وتعزيز ارتباطهم بوطنهم الأم”، مسجلاً أن “هذه خطوة مهمة جداً تصون نموذج التدين المغربي وتقدّمه مرة أخرى في شقه الحضاري”.

وأورد صابر، في تصريحه لهسبريس، أن “نموذج المغرب يحتذى به من خلال حمايته للتعددية الدينية”، مشيرا إلى أنه “ممارسة دينية ممتدة تتصف بالاعتدال والتسامح والأخوة والتواصل مع الآخر”.

وتابع قائلا: “ضمن مقومات وأسس هذا النموذج توجد إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي. هذه الثلاثية هي من خصوصيات التدين المغربي بشكل عام، ولهذا يحمل المهاجرون المغاربة معهم مجموعة من الخصوصيات أينما ذهبوا”.

وأضاف أن “وجود أبناء الجالية المغربية في مجالات جغرافية أخرى، بالضرورة غير مسلمة، يجعلهم بمثابة رسل للثقافة المغربية والمغاربية”، مشيرا إلى أن “المداومة على إرسال الوعاظ يخدم المملكة وأبناءها، ويساهم في الدفاع عن ثوابت الأمة في أبعادها الحضارية الكبرى”. وأبرز أن “التدين المغربي لديه خصوصية تتعايش مع أنماط أخرى من التدين، ربما قد يفتقر فيها إلى ما يتميز به النموذج الوطني”.

تقريب وطن من أبنائه

خالد التوزاني، جامعي ورئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي، أشار إلى أن “مبادرة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تجسد عناية الملك محمد السادس بالمغاربة أينما كانوا، خاصة في ديار المهجر، حيث يحتاجون إلى إحياء تقاليدهم المغربية الأصيلة وحماية ثوابتهم الدينية، خاصة الهوية المغربية”، مسجلا أن “هذه الرعاية أسهمت في تحسن اندماج مغاربة الخارج في المجتمعات الغربية التي يقيمون بها”. كما أسهمت في الوقت نفسه في “الحفاظ على أصالة هويتهم المغربية، وتشبثهم بالثوابت الدينية والوطنية للمملكة المغربية”، لافتا إلى أن “إيفاد الأئمة في شهر رمضان إلى حيث يقيم المغاربة في بلاد المهجر يمثل خطوة استباقية لمحاربة كل تيار دخيل أو مشوش على نمط التدين المغربي القائم على الكتاب والسنة، ومنع أي محاولة لزعزعة عقيدة مغاربة الخارج، خاصة مع تنامي تيارات الإلحاد الجديد وحركات التطرف العنيف وتيارات المد الشيعي”.

كما أن هذه المبادرة تأتي، وفق المتحدث ذاته، “استجابة لروح المواطنة التي تجمع مغاربة العالم بملكهم ووطنهم، حيث يعبرون في كل مناسبة عن شوقهم لأجواء الصيام في المغرب، بل إن كثيراً منهم يفضلون قضاء رمضان في بلدهم المغرب، ولكن ظروف العمل تجعل وجودهم في وطنهم صعبا”، مضيفا أن “لرمضان تقاليد مغربية راسخة تتمثل في صلة الرحم والتضامن وإحياء ليالي الصيام بالقيام وقراءة القرآن، ومع إرسال وفد الأئمة فإن جزءاً من هذه الرغبة وهذا الحلم يتحقق في جانبه الروحي”.

للتذكير، فإن بلاغا صدر عن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج وضّح أن البعثة ستكون مكونة من 272 عضوا، منهم 38 أستاذا جامعيا و39 واعظا حاملا لشهادة الدكتوراه، و44 واعظا حاملا لشهادة الماجستير، و60 واعظا حاملا لشهادة الإجازة. كما سيتكلف 60 واعظا بأداء الخطبة وتقديم حصص لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى 31 إماما مكلفا بصلاة التراويح لمواكبة الجالية المغربية طيلة شهر رمضان من خلال الأنشطة الدينية.

وحسب المصدر ذاته، سيتم توزيع أعضاء هذا الوفد وفقا لحاجيات المغاربة المقيمين بالخارج: 75 في فرنسا، و40 في ألمانيا، و33 في هولندا، و38 في إسبانيا، و27 في إيطاليا، و33 في بلجيكا، و10 في كندا، و6 في الولايات المتحدة، و4 في السويد، و2 في إنجلترا، و1 في هنغاريا، و2 في النرويج، و1 في أيسلندا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق