الوقود الحيوي المستخرج من الزيوت النباتية.. أضرار تفوق نظيره التقليدي (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تفوق أضرار الوقود الحيوي المستخرج من زيت النخيل وفول الصويا نظيره التقليدي، ويعود ذلك إلى النتائج المترتبة عن إزالة الغابات.

ويُعد هذا النوع من الوقود المرتبط بإزالة الغابات "أسوأ من حيث المناخ بمقدار مرتَيْن إلى 3 مرات من الوقود البحري التقليدي"، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

لذلك، وقّعت شركات هاباغ لويد وهورتيغروتين وهوغ أوتولينيرز ولويس دريفوس أرماتيورز رسالة تحث المنظمة البحرية الدولية على "عدم تشجيع الوقود الحيوي القائم على المحاصيل لتشغيل السفن" في صياغة اللوائح التي تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الشحن بحلول عام 2050 أو نحو ذلك الوقت.

وطالبت الرسالة المنظمة البحرية الدولية بالنظر في استبعاد الوقود الحيوي المشتق من المحاصيل، من "قائمة الأهلية للامتثال" للوائح الملحق السادس لاتفاقية ماربول من خلال تخصيص قيم غازات الاحتباس الحراري نفسها لهذا الوقود، التي تُنسب إلى أسوأ أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا.

استعمال الوقود المحايد كربونيًا

أوصى موقعو الرسالة المنظمة البحرية الدولية باستبعاد الوقود الحيوي المشتق من المحاصيل من أي حوافز اقتصادية قد تُمنح لاستهلاك الوقود المحايد كربونيًا أو القريب من الحياد.

وتجتمع مجموعة العمل التابعة للمنظمة البحرية الدولية المعنية بالغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي هذا الأسبوع في لندن، لمناقشة وتطوير التدابير الفنية والاقتصادية المحتملة التي يمكن تبنيها بصفتها قوانين تهدف إلى خفض انبعاثات قطاع الشحن إلى ما يقرب من الصفر على مدى السنوات الـ25 المقبلة.

تزويد سفينة سوفا تشيف بالوقود الحيوي المستدام بي 24 في هونغ كونغ
تزويد سفينة سوفا تشيف بالوقود الحيوي المستدام بي 24 في هونغ كونغ - الصورة من "سواير شيبينغ"

وفي إشارة إلى التدابير السياسية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي وشجعت على استعمال الوقود الحيوي بدءًا من عام 2009، استشهد الموقعون على الرسالة بالأدلة التي أثبتت الاستعمال السريع للوقود الحيوي القائم على زيت النخيل وفول الصويا، الذي أدى إلى تدمير "النظم البيئية الغنية بالكربون مثل الغابات أو المستنقعات الرطبة" بين عامي 2010 و2020.

وجاء في الرسالة "ندعو المنظمة البحرية الدولية والدول الأعضاء إلى كبح استعمال الوقود الحيوي القائم على المحاصيل من جانب السفن".

وقال كبار مالكي السفن: "ينبغي للمنظمة البحرية الدولية أن تأخذ في الاعتبار تجارب سياسة الوقود الحيوي، وتجنّب الأخطاء المماثلة لضمان مستقبل مستدام للشحن الدولي، وإلا فإننا نخاطر بنشر علاج أسوأ من المرض لمعالجة تأثير قطاع الشحن في المناخ".

الوقود الحيوي المشتق من المحاصيل

وفقا لتقرير أُعد بتكليف من مؤسسة النقل والبيئة (Transport & Environment) غير الحكومية التي تركز على البيئة، قُدّم الوقود الحيوي المشتق من المحاصيل بصفته المصدر الأكثر ترجيحا للشحن، لما يمكن أن يكون زيادة هائلة في استعمال الوقود الحيوي بحلول نهاية هذا العقد.

وبموجب مسودة اللوائح الخاصة بالوقود الأخضر لدى المنظمة البحرية الدولية الحالية، فإن ما يقرب من ثلث الشحن العالمي قد يعمل بالوقود الحيوي بحلول عام 2030، ارتفاعًا من أقل من 1% حاليًا، وفقًا للبحث الجديد الذي أصدرته شركة الاستشارات الأكاديمية "سيرولوجي فور ترانسبورت آند إنفيرونمنت".

وقال التقرير: "إن هذه (النتيجة) قد تؤدي إلى تفاقم تداعيات تغير المناخ والضغط على إمدادات الغذاء العالمية"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

سفينة الحاويات منخفضة الانبعاثات أنتونيا ميرسك في ميناء آرهوس بالدانمارك
سفينة الحاويات منخفضة الانبعاثات أنتونيا ميرسك في ميناء آرهوس بالدنمارك - الصورة من رويترز

سيناريو استهلاك الوقود الحيوي

في سيناريو استهلاك الوقود الحيوي المتوقع في التقرير، حيث لا يتم استبعاد الوقود صراحةً من قائمة المنظمة البحرية الدولية للوقود المحايد كربونيًا، تظهر الدراسة أن زيت النخيل وفول الصويا من المرجح أن يشكلا ما يقرب من ثلثي وقود الديزل الحيوي المستهلك لتشغيل قطاع الشحن في عام 2030.

ويستند توقع شركة "سيرولوجي فور ترانسبورت آند إنفيرونمنت" إلى أساس اقتصادي، إذ يمثّل الوقود الحيوي المرتبط بالمحاصيل "أرخص" المواد الخام للوقود الحيوي عندما لا تتضمّن السياسة على وجه التحديد تكلفة إزالة الغابات التي ينطوي عليها إنتاجها.

"وهذا يشكل مشكلة مناخية خطيرة، إذ إن النخيل وفول الصويا مسؤولان عن انبعاثات كربونية تزيد بمقدار ضعفَيْن إلى 3 أضعاف حتى عن أقذر أنواع الوقود البحري اليوم، بمجرد أخذ إزالة الغابات وإزالة الأراضي في الاعتبار"، حسبما جاء في التقرير.

وقدّر التقرير أن الإنتاج المتوقع للوقود الحيوي القائم على المحاصيل بالكميات اللازمة لتلبية الطلب المتزايد لقطاع الشحن سيتطلب أراضي زراعية تبلغ مساحتها نحو 34 مليون هكتار بحلول عام 2030، وهو ما يعادل إجمالي مساحة ألمانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق