في عالم الأعمال والبيزنس، النجاح ليس دائمًا هو القصة الوحيدة التي تروى، وفشل الشركات والمشاريع التجارية يقدم دروسًا قيمة لأصحاب الأعمال الحاليين والمستقبليين.

وفي هذا التقرير، من بانكير، سنستعرض بعضًا من أشهر قصص فشل البيزنس في العالم، والتي تعد دروسًا في كيفية تجنب الأخطاء الشائعة وتحقيق النجاح.

شركة كوداك.. التخلف عن الركب

كانت شركة كوداك، التي تأسست عام 1888، واحدة من أبرز الشركات في صناعة التصوير الفوتوغرافي، ولعقود طويلة، سيطرت كوداك على سوق الأفلام والكاميرات، وكانت علامتها التجارية مرادفًا للتصوير، ومع ذلك، فإن قصة كوداك تعد واحدة من أبرز الأمثلة على فشل الشركات في التكيف مع التغيرات التكنولوجية.

وفي السبعينيات، طورت كوداك أول كاميرا رقمية في العالم، مما يدل على أنها كانت على دراية بالتوجهات المستقبلية، ومع ذلك قررت الشركة عدم الترويج لهذه التكنولوجيا بشكل كامل، خوفًا من أن تؤثر الكاميرات الرقمية على مبيعاتها من الأفلام، والتي كانت تشكل الجزء الأكبر من أرباحها.

وهذا القرار القصير النظر جعل كوداك تتخلف عن الركب في سوق التصوير الرقمي الذي بدأ يزدهر في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، ومع دخول شركات مثل كانون ونيكون إلى السوق الرقمي بمنتجات مبتكرة، بدأت كوداك تفقد حصتها السوقية بشكل سريع.

وبحلول عام 2012، أعلنت الشركة إفلاسها بعد أن تراكمت عليها الديون وفقدت قدرتها على المنافسة، وعلى الرغم من محاولاتها اللاحقة لإعادة الهيكلة، إلا أن كوداك لم تستعد أبدًا مكانتها السابقة.

شركة بلوكباستر.. الفشل في مواجهة الثورة الرقمية

وكانت بلوكباستر، التي تأسست عام 1985، أكبر سلسلة لتأجير الأفلام في العالم، وفي ذروتها كانت تمتلك آلاف المتاجر في جميع أنحاء العالم، وكانت وجهة الملايين لعطلات نهاية الأسبوع، ومع ذلك فإن صعود التكنولوجيا الرقمية كان بداية النهاية لهذه الشركة العملاقة.

في عام 2000، عرضت نيتفليكس التي كانت في ذلك الوقت شركة ناشئة لتأجير الأفلام عبر البريد، على بلوكباستر شراءها مقابل 50 مليون دولار، ورفضت بلوكباستر العرض معتبرة أن نموذج نيتفليكس غير مربح.

ومع مرور الوقت، تحولت نيتفليكس إلى خدمة بث عبر الإنترنت، بينما ظلت بلوكباستر متمسكة بنموذجها التقليدي لتأجير الأفلام من المتاجر.

ومع تزايد شعبية البث عبر الإنترنت، بدأت بلوكباستر تفقد عملائها بشكل كبير، وحاولت الشركة اللحاق بالركب من خلال إطلاق خدمة تأجير عبر الإنترنت، لكنها كانت متأخرة جدًا، وبحلول عام 2010 أعلنت بلوكباستر إفلاسها، وأغلقت جميع متاجرها بحلول عام 2014.

شركة نوكيا.. الفشل في مواكبة ثورة الهواتف الذكية

كانت نوكيا، التي تأسست عام 1865، واحدة من أكبر شركات تصنيع الهواتف المحمولة في العالم، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت نوكيا تبيع أكثر من 40% من الهواتف المحمولة في العالم، ومع ذلك فإن ظهور الهواتف الذكية كان بداية النهاية لهذه الشركة العملاقة.

على الرغم من أن نوكيا كانت تمتلك تكنولوجيا متقدمة، إلا أنها فشلت في تطوير نظام تشغيل ينافس iOS من أبل وأندرويد من جوجل، حيث اعتمدت نوكيا على نظام تشغيلها القديم، Symbian، والذي لم يكن قادرًا على مواكبة التطورات السريعة في سوق الهواتف الذكية.

مع دخول أبل وجوجل إلى السوق بمنتجات مبتكرة، بدأت نوكيا تفقد حصتها السوقية بشكل سريع، وبحلول عام 2013 اضطرت نوكيا إلى بيع قسم الهواتف المحمولة لشركة مايكروسوفت مقابل 7.2 مليار دولار، وعلى الرغم من محاولات مايكروسوفت لإحياء العلامة التجارية، إلا أن نوكيا لم تستعد أبدًا مكانتها السابقة.

شركة Toys "R" Us.. الفشل في مواجهة التجارة الإلكترونية

كانت Toys "R" Us، التي تأسست عام 1948، أكبر سلسلة متاجر ألعاب في العالم، ولعقود طويلة كانت وجهة العائلات لشراء الألعاب والهدايا، ومع ذلك فإن صعود التجارة الإلكترونية كان بداية النهاية لهذه الشركة العملاقة.

ومع نمو مواقع مثل أمازون، بدأت Toys "R" Us تفقد عملائها بشكل كبير، وحاولت الشركة التكيف من خلال إطلاق موقع إلكتروني خاص بها، لكنها فشلت في تقديم تجربة تسوق تنافسية. 
وبالإضافة إلى ذلك، كانت الشركة تعاني من ديون كبيرة بسبب عمليات الاستحواذ، مما أعاق قدرتها على الاستثمار في تحديث أعمالها.

وبحلول عام 2017، أعلنت Toys "R" Us إفلاسها وأغلقت جميع متاجرها في الولايات المتحدة بحلول عام 2018، وعلى الرغم من محاولات إحياء العلامة التجارية في السنوات الأخيرة، إلا أن الشركة لم تستعد أبدًا مكانتها السابقة.

شركة Enron.. الفشل بسبب الفساد 

كانت Enron التي تأسست عام 1985، واحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم، وفي ذروتها كانت تعتبر نموذجًا للابتكار والنجاح، ومع ذلك فإن فضيحة Enron تعد واحدة من أكبر الفضائح المالية في التاريخ.

وكان فشل Enron نتيجة للممارسات المحاسبية غير الأخلاقية، حيث أخفت الشركة الديون والخسائر من خلال حسابات وهمية، مما أدى إلى تضليل المستثمرين والجمهور، وعندما تم الكشف عن هذه الممارسات في عام 2001، انهارت قيمة أسهم الشركة بشكل سريع.

وبحلول نهاية عام 2001، أعلنت Enron إفلاسها، وأدت الفضيحة إلى سجن العديد من كبار المسؤولين فيها، بالإضافة إلى ذلك، أدت الفضيحة إلى إصلاحات كبيرة في القوانين المحاسبية في الولايات المتحدة.

وقصص فشل "البيزنس" هذه تقدم دروسًا قيمة لأصحاب الأعمال، حيث أن الابتكار والتكيف مع التغيرات والنزاهة وإدارة المخاطر بشكل فعال هي عناصر أساسية لتحقيق النجاح في عالم الأعمال، في حين أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة للتعلم والنمو.