لغز استقالة بابا الفاتيكان يثير تساؤلات حول فراغ السلطة: ماذا يحدث في ظل مرض البابا فرنسيس؟

خليجيون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يواجه الفاتيكان اختبارًا معقدًا مع استمرار تدهور صحة البابا فرنسيس، إذ تكشف الحالة الراهنة عن فجوة قانونية في إدارة الكنيسة الكاثوليكية عند عجز الحبر الأعظم عن أداء مهامه. ورغم حالته الصحية، تظل سلطات البابا كاملة، لعدم وجود نصوص قانونية واضحة تحدد كيفية التصرف في هذه الحالات.

سلطة البابا بين المرض والإدارة اليومية

يُعتبر البابا رأس الكنيسة الكاثوليكية وخليفة القديس بطرس، وتبقى مكانته الروحية والقانونية قائمة رغم مرضه. وفيما يواصل الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الدولة، الإشراف على شؤون الفاتيكان، تظل الأنشطة الكنسية مستمرة، مثل قداس اليوبيل الذي ترأسه رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلا في كاتدرائية القديس بطرس.

لكن التساؤلات تتزايد حول ما سيحدث إذا فقد البابا القدرة تمامًا على إدارة الكنيسة، خاصة في ظل غياب نصوص صريحة تُحدد متى يُعتبر "الكرسي الرسولي معاقًا" أو من يملك سلطة اتخاذ القرارات في هذه الحالة.

محاولات لسد الفراغ القانوني

في عام 2021، اقترح خبراء في القانون الكنسي وضع آلية واضحة تتضمن:

تقييم طبي دوري لحالة البابا كل 6 أشهر.

منح مجمع الكرادلة صلاحيات مؤقتة في حال فقدان البابا قدرته على الحكم.

ورغم ذلك، لم تُعتمد هذه المقترحات رسميًا حتى الآن، مما يترك مصير القيادة البابوية معلقًا.

الرسالة الغامضة.. استقالة مشروطة؟

كشف البابا فرنسيس في عام 2022 عن كتابة رسالة استقالة تُفعّل في حال إصابته بعجز طبي كامل، على غرار ما فعله البابا بولس السادس عام 1965. ومع ذلك، لم تُنشر الرسالة، ولا يُعرف مدى التزامها بالقانون الكنسي، الذي يشترط أن تكون استقالة البابا طوعية ومعلنة، كما حدث مع البابا بنديكتوس السادس عشر في 2013.

من يدير الفاتيكان في ظل غياب البابا؟

في حالة وفاة البابا أو استقالته، تُعلن فترة "الكرسي الشاغر"، ويتولى الكاميرلينغو (حاليًا الكاردينال كيفن فاريل) إدارة الفاتيكان لحين انتخاب بابا جديد.

لكن في حال استمرار مرض البابا دون استقالته أو وفاته، لا يمتلك الكاميرلينغو أو عميد مجمع الكرادلة أي صلاحيات إضافية، مما يُبقي الكنيسة في حالة جمود إداري.

مستقبل غامض للكنيسة الكاثوليكية

مع استمرار مرض البابا فرنسيس وتقدّم كبار المسؤولين في السن — مثل الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، عميد مجمع الكرادلة البالغ 91 عامًا — يبدو أن الفاتيكان يواجه مرحلة حساسة قد تُعيد تشكيل مستقبل الحكم البابوي.

وفي غياب إطار قانوني صارم، يظل مصير الكنيسة الكاثوليكية معلقًا بين قرارات فردية وتوازنات داخلية، بينما ينتظر الملايين حول العالم وضوح الرؤية في واحدة من أكثر اللحظات تعقيدًا في تاريخ الفاتيكان الحديث.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق