نيسان مصر وأفريقيا .. والمعادلة الصعبة!

صدي العرب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى الوقت الذى يتابع فيه العالم تعثر مفاوضات شركة نيسان العالمية لإبرام شراكة إستراتيجية مع شركة هوندا العالمية ، وهو ما تم الإشارة إليه بالشهور الأخيرة وتداولته كافة وكالات الأنباء والمنصات الصحافية العالمية وحتى وسائل التواصل الإجتماعى .. تأتى اليوم شركة نيسان مصر وكذا نيسان أفريقيا لتؤكدان على أنهما تغردان خارج سرب أزمات نيسان العالمية !! ، وهو الأمر الذى يسلط الضوء على مجموعة من العوامل المحققة لتلك النجاحات التى تحققت لمركزى نيسان بالقارة الأفريقية – بكل من مصر وجنوب أفريقيا – والتى كان من أهمها:

  • الرؤية الإدارية السليمة ، وهو الأمر الذى تُبنى عليه كافة النجاحات المحققة ، فعند المقارنة بين ما كانت عليه نيسان العالمية أيام إدارتها من جانب عبقرى إدارة الشركات العالمى "كارلوس غصن" .. كانت فى أزهى أوقاتها وأكثرها ربحية ، وعندما تم الإطاحة به وإستبداله بالإدارة اليابانية المتحيزة .. بدأت تحقق الشركة العالمية العديد من التراجعات بكثير من الأسواق العالمية. على النقيض نرى فى فرعى نيسان الأفريقيتين بكل من مصر وجنوب أفريقيا رؤى إدارية مختلفة مع كافة أعضاء فرقهما اللذين يتمتعون بقدر كبير من الفهم والمرونة وكذا روح الفريق القادرة على تحقيق التفوق وسط ما يحيط ببيئتهما من كثير من التحديات.

  • التحلى بجودة الإتصال والتواصل مع الجميع، فنرى فرق عمل نيسان بالقارة الأفريقية تمتاز بقدر عالى من مستويات التواصل الإيجابى (وهو جزء من مسئووليات الإدارة) ، ليس فقط مع موزعيهم بالسوق وكذلك وسائل الإعلام والصحافة المختلفة ، بل وأيضاً مع العملاء النهائيين اللذين يأتون فى مقدمة إهتمامات الشركة لتحقيق كافة مطالبهم وأحلامهم – فهم المعيار الأول لنجاح سياسة الشركة – والملاحظ أن "جودة الإتصال" هذه لا تنسحب على الإدارة العليا وبخاصة مسئولى التسويق والإتصالات التسويقية ، بل وتمتد حتى لفرق التصنيع بالمصانع والعاملين بها ، وهو ما يؤكد الصورة الإيجابية المستدامة للشركة ومنتجاتها.

  • الإستثمار فى المستقبل، وهو الأمر الذى يكون صورة النجاح الحقيقة للشركة فى القارة الأفريقية والذى يشمل مجموعة من المعطيات .. شأن المحاولات المستمرة لتقديم طرازات تلبى إحتياجات كافة المستويات من العملاء مع تحليها بأحدث التكنولوجيات العالمية بصناعة السيارات ، وهو ما يزيد من تأكيد تنافسية سيارات نيسان بمقابل مثيلاتها من المنافسين. من ناحية أخرى لم يغب عن الشركة أهمية الإهتمام بالتصدير وهو أحد الدوافع الكبرى لإستمرار الأعمال بشكل تصاعدى محققين معه المركز الأول بسوقيهما (مصر وجنوب أفريقيا) ، وذلك بخلاف توفير نسب جيدة من العملات الحرة اللازمة  لكافة العمليات الإستيرادية بالشركة سواء للسيارات تامة الصنع أو لقطع الغيار. وعلى الجانب الأخر تثبيت مفهوم الشركة فى الإستثمار المباشر وغير المباشر بوسائل الإعلام والصحافة المختلفة واللذين يمثلون "همزة الوصل الإيجابية" بين الشركة والمستهلكين .. لهو الأمر الذى قلما نراه بهذه الصورة والحجم مع شركات مماثلة بالسوق ، وهو ما يؤكد سياسة الإدارة الثاقبة فى السعى الدائم لتحقيق النجاح.

العديد والعديد من نقاط التحليل الأخرى التى يمكن مناقشتها وإستعراضها لبيان كيفية تمكنت كل من نيسان مصر وجنوب أفريقيا من تحقيق العديد من النجاحات وسط هذا القدر الكبير من التحديات المحيطة ، الأمر الذى نتمنى أن يتم إنتهاجه بالعديد من الشركات الأخرى بالسوق .. كبُرت أو صغُرت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق