وسط وعود براقة بتحقيق أرباح خيالية وأحلام الثراء السريع، وقعت أعداد ضخمة من المواطنين في فخ منصة استثمارية تُدعى "FBC"، التي جمعت ما يقرب من 6 مليارات جنيه قبل أن يختفي القائمون عليها، تاركين وراءهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة.
البداية: وعود بالثراء وأرباح مضاعفة
بدأت القصة عندما ظهرت منصة "FBC" كفرصة استثمارية تبدو مغرية، حيث قدمت نفسها ككيان استثماري مرخص، مدعية أنها توفر للمستخدمين إمكانية تحقيق أرباح تصل إلى أضعاف أموالهم من خلال استثمارات إلكترونية.
استخدمت المنصة أساليب تسويق ذكية واستغلت وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لنفسها، مستهدفة المواطنين من مختلف الفئات، خاصة الشباب الطامحين لتحقيق أرباح سريعة دون الحاجة إلى خبرة مالية أو استثمارية.
كيف وقعت الضحايا في الفخ؟
كانت المنصة تعمل بطريقة مشابهة لمخططات "بونزي" الاحتيالية، حيث كانت الأرباح التي يحصل عليها المشتركون في البداية تأتي من أموال المشتركين الجدد، وليس من أي نشاط استثماري حقيقي.
أقنعت الضحايا بأن كل ما عليهم فعله هو إيداع الأموال عبر المحافظ الإلكترونية، ثم الانتظار حتى تتضاعف استثماراتهم.
ومع تزايد أعداد المشتركين، أصبح العديد منهم يعيد استثمار أرباحه مرة أخرى، بل إن بعضهم باع ممتلكاته أو استدان لدخول هذه المنصة على أمل تحقيق مكاسب أكبر.
وعندما نفدت الأموال
مع مرور الوقت، بدأ عدد المشتركين الجدد في التناقص، وهو ما تسبب في أزمة داخل المنصة، حيث لم تعد قادرة على سداد الأرباح الموعودة.
فجأة، بدأ المستخدمون يواجهون مشاكل في سحب أموالهم، وبدأت الشكاوى تتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى اختفى الموقع الإلكتروني والتطبيقات الخاصة بالمنصة، وأصبح الاتصال بالقائمين عليها مستحيلاً.
التحقيقات تكشف الحقيقة المرة
كشفت تقارير وتحقيقات لاحقة أن الشركة التي كانت تدير المنصة غير مسجلة لدى أي جهة مالية رسمية، وأنها لم تكن خاضعة لأي رقابة تنظيمية.
وأكدت مصادر أن المنصة لم يكن لها أي استثمارات حقيقية، بل كانت مجرد مخطط احتيالي لجمع الأموال والهروب بها، وهو ما حدث بالفعل بعد اختفاء القائمين عليها عن الأنظار.
مصير الضحايا.. خسائر بالمليارات
بعد اختفاء المنصة، وجد آلاف المواطنين أنفسهم ضحايا لعملية احتيال ضخمة، حيث قدرت الأموال التي اختفت بحوالي 6 مليارات جنيه، جمعها المحتالون من مليون شخص على الأقل.
بعض الضحايا فقدوا مدخرات حياتهم، وآخرون تورطوا في ديون لا يستطيعون سدادها، بينما لا تزال السلطات تسعى لتتبع الأموال المفقودة وملاحقة المتورطين.
0 تعليق