يشهد الجناح المغربي في المعرض الدولي للفلاحة بباريس إقبالًا كبيرًا من قبل الزوار، الذين توافدوا عليه لاكتشاف ثراء المنتجات الفلاحية المغربية وجودتها العالية. ويعكس هذا الاهتمام المتزايد المكانة المتميزة التي تحتلها الفلاحة المغربية في السوق الدولية، حيث تجمع بين التقاليد العريقة ومعايير الجودة الحديثة.
منذ افتتاح المعرض، جذب الجناح المغربي انتباه آلاف الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالتنوع الكبير في المنتجات المعروضة، التي تشمل زيت الأركان، والزعفران، والتمور، زيت الزيتون، والنباتات العطرية والطبية، إلى جانب العديد من المنتجات المجالية التي تمثل مختلف جهات المملكة.
وقد لقيت هذه المنتجات استحسان المستهلكين الفرنسيين والأوروبيين، بالإضافة إلى الجالية المغربية التي وجدت في المعرض فرصة لاكتشاف واقتناء منتجات أصيلة ترتبط بجذورها الثقافية.
وأكد العديد من العارضين أن المنتجات المغربية لقيت اهتمامًا خاصًا، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على المأكولات التقليدية المغربية، مثل الكسكس، والتمور، والعسل، والتوابل التي تمنح الأطباق مذاقها الفريد.
إلى جانب الحضور القوي للجمهور، شهد المعرض تنظيم لقاءات تجارية ثنائية جمعت بين ممثلي التعاونيات المغربية والفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين والأوروبيين، بهدف إبرام شراكات تجارية وتوسيع نطاق توزيع المنتجات المغربية في الأسواق الخارجية.
وفي هذا الإطار، قالت سناء عدنان، رئيسة قسم ترويج المنتجات المحلية بوكالة التنمية الفلاحية: “نحن فخورون بالمشاركة في النسخة الـ21 من المعرض الدولي للفلاحة بباريس، الذي يكرّم لأول مرة دولة شرف، وكانت هذه الفرصة التاريخية من نصيب المغرب، ليصبح أول بلد إفريقي وعربي يحظى بهذا التكريم. هذه المشاركة الاستثنائية تعكس المكانة الريادية للمغرب في القطاع الفلاحي، وتؤكد غنى وتنوع منتجاته المحلية”.
وأضافت: “يشارك المغرب هذا العام بجناح يضم 30 عارضًا، من بينهم 76 تعاونية فلاحية، تمثل أكثر من 1900 منتج. ومن الجدير بالذكر أن 50% من هذه التعاونيات تخوض لأول مرة تجربة المشاركة في معارض دولية خارج المملكة، ما يشكّل فرصة حقيقية لها لاكتشاف أسواق جديدة وتوسيع نطاق تسويق منتجاتها”.
وأوضحت عدنان أن “المنتجات المعروضة تشمل مختلف سلاسل الإنتاج الفلاحي التي تزخر بها جهات المملكة الـ12، حيث يتم تقديم التمور، وزيت الأركان، وزيت الزيتون، والنباتات الطبية والعطرية، والزعفران، وغيرها من المنتجات التي تعكس ثراء وتنوع التراث الفلاحي المغربي”.
كما أشارت إلى الإقبال الكبير الذي يشهده الجناح المغربي، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، إذ تحظى المنتجات المغربية بطلب متزايد من طرف الجالية المغربية المقيمة في فرنسا وأوروبا، إلى جانب المستهلكين الفرنسيين الراغبين في اكتشاف جودة المنتجات المغربية الأصيلة.
وأكدت عدنان أن المعرض لا يقتصر فقط على عرض المنتجات، بل يشكل أيضًا منصة لتعزيز العلاقات التجارية، حيث يتم تنظيم لقاءات ثنائية بين التعاونيات الفلاحية والمشترين الفرنسيين والدوليين، مما يفتح آفاقًا جديدة لعقد شراكات مستدامة تهدف إلى إدراج المنتجات المغربية في الأسواق الفرنسية والأوروبية.
وختمت رئيسة قسم ترويج المنتجات المحلية بوكالة التنمية الفلاحية تصريحها بالحديث عن المجهودات التي قامت بها الوكالة قبل المعرض، موردة أن الأخيرة “عملت على مدى ثلاثة أشهر على تأهيل التعاونيات المشاركة، من خلال برامج دعم تهدف إلى تحسين معايير الإنتاج والتغليف والتسويق، وضمان استيفائها لمتطلبات السوقين الوطنية والدولية”. كما أكدت أن هذه المشاركة تأتي في إطار استراتيجية متكاملة تشمل المعارض الوطنية، مثل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس ومعرض أرفود للتمور، إلى جانب حملات ترويجية تستهدف تعزيز انتشار المنتجات المحلية في الأسواق التجارية الكبرى والمتاجر المتخصصة.
" frameborder="0">
0 تعليق