عمليات إعادة البناء تتعثر في المناطق المتضررة من "فيضانات شتنبر"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتفاوت وتيرة إعادة إعمار المناطق المتضررة من الفيضانات التي ضربت أقاليم مغربية عديدة خلال شهر شتنبر من السنة الماضية؛ ففي حين شرعت أسر متضررة في بعض الدواوير في بناء مساكنها الجديدة، ما تزال أخرى تنتظر التوصل بتصاميم البناء، وسط تأكيد غالبية المتضررين “وجود نقص ظاهر في اليد العاملة”.

ووفق متضررين وفاعلين مدنيين تحدثوا لهسبريس، فإن “إشكال صرف المساعدات المقررة بموجب برنامج إعادة الإعمار لم يعد قائما، على الأقل بالنسبة لأولئك الذين جرى إحصاؤهم كمتضررين”، مفيدين بأن ما يؤرق هؤلاء “هو الارتفاع الحاصل في تكلفة اليد العاملة لنقصها تزامنا مع ارتفاع الطلب، إذ وصلت ببعض المناطق المتضررة إلى 150 درهما لليوم بالنسبة للمستخدم”.

ولا يتوقّع المصدر نفسه “إمكانية تسارع وتيرة إعادة بناء المساكن المنهارة جزئيا أو كليا إلا بعد انقضاء شهر رمضان، بالنظر إلى اختلاف مدة العمل خلال هذا الشهر مقارنة بالشهور الأخرى، فضلا عن كون عدد من العمال يتجنبون العمل خلاله”.

وفي دوار تيكسلت بإقليم طاطا، المنطقة الأكثر تضررا من فيضانات الثامن من شتنبر، “شرعت الأسر المتضررة، قبل نحو أسبوع، في إعادة بناء منازلها بالبقع التي منحت لها من قبل الجماعات السلالية”، وفق إبراهيم المودن، أحد المتضررين، الذي أكد أن “ذلك جاء بعض توصل كافة المعنيين بالدوار برخص وتصاميم البناء”.

وقال المودن، ضمن تصريح لهسبريس، إن “أعمال إعادة بناء المساكن بدوار تيكسلت تسير على قدم وساق رغم أن الأسر المعنية واجهت وستواجه إشكالات في هذه العملية”، مفيدا بأن “هذه الإشكالات تشمل أساسا في غلاء أثمنة مواد البناء حتى قبل الظرفية الحالية”.

وتحدث المتضرر نفسه عن “إشكالية أخرى تتصل بكون اليد العاملة قليلة جدا، إذ تواجه الأسر صعوبات في إيجاد المستخدمين والمهنيين الذين سيقومون بإعادة بناء مساكنها”.

من جانبه، أفاد محمد آيت أبلا، فاعل جمعوي بدوار تيسينت بإقليم طاطا، بأن “ورش إعادة الإعمار يسير بوتيرة مبشرة بالخير؛ فكافة المتضررين بالدوار صدرت رخص البناء الخاصة بهم، في انتظار توجه بعضهم إلى مقر الجماعة من أجل الحصول عليها وأداء المساهمات المالية الرمزية المقررة في هذا الجانب”.

وأوضح آيت بلا، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الأسر المتضررة تترقب قدوم المهندس المعني إلى الدوار هذا الأسبوع من أجل تقسيم البقع وتسليم التصاميم”، موردا أن “الجمعية الناشطة في الدوار بصدد توفير الربط بالماء الذي سيحتاجه المتضررون في أوراش إعادة البناء”.

وذكر المصرح نفسه أن “الساكنة لم تشرع في اقتناء مواد البناء بعد، ولا توجد أي صعوبات على هذا المستوى”، مؤكدا أن “جميع الأسر المتضررة تعيش ظروف إيواء حسنة وعادية؛ كل أسرة في منزل أحد أقاربها”.

وبشأن الموعد المتوقع لانطلاقة أشغال البناء، قال آيت بلا: “من خلال التواصل مع بعض مستخدمي البناء بالدوار، أكدوا أنه من المستبعد الاشتغال في شهر رمضان الكريم، ما يعني أنه بعد هذا الشهر سوف تتحرّك الأشغال بطبيعة الحال”، مبرزا أن “ثمة اشتغالا على توفير عمال مجانا لفائدة بعض المتضررين معدومي الحال أو الموجودين في ظروف اجتماعية هشة”.

وعن إقليم زاكورة، قال عبد الرحيم العثماني، مستشار جماعي بجماعة تاكونيت، إن “ورش إعادة الإعمار يسير بوتيرة بطيئة نسبيا، تسببت فيها أساسا الإشكالات المرتبطة بأوراق تصاميم البناء”، مضيفا أنها “في طريقها للحل، خصوصا أنه جرى الاشتغال في بعض الدواوير كبني صبيح مثلا”.

وأكد العثماني، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الرخص تلقاها كافة المتضررين غير أنهم ما زالوا ينتظرون التوصل بتصاميم البناء، وذلك في انتظار انتهاء المهندسة في الدوار المذكور من الأعمال التي يتعين القيام بها”.

وتوقع المستشار الجماعي بدوره أن “تتباطأ وتيرة إعادة الإعمار خلال شهر رمضان الكريم”، مبرزا أن “سببا آخر قد يزيد من إبطاء هذه الوتيرة، يتمثل في ندرة اليد العاملة التي أدت في ظل ارتفاع الطلب خلال هذه الظرفية إلى ازدياد كلفتها لتصل إلى 150 درهما في اليوم لمستخدم واحد فقط”.

كمّا تطرّق المصرح ذاته، على صعيد متصل، إلى “مطلب الساكنة بتسريع الاستثمارات المرتبطة بمشاريع السدود التلية والعتبات المائية والحواجز الواقية من الفيضانات”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق