الاربعاء 26 فبراير 2025 | 02:49 مساءً

الدولار الأمريكي

شهد الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء انتعاشًا ملحوظًا من أدنى مستوى له منذ 11 أسبوعًا، مدفوعًا بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية عقب انخفاضها الأخير، في ظل بيانات اقتصادية تشير إلى ضعف الأداء، واستمرار حالة الغموض تجاه تنفيذ الرسوم الجمركية.

وتسببت إشارات التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي، والتوترات بشأن تأثير السياسات الاقتصادية، في توجه المستثمرين نحو سندات الخزانة الأمريكية كملاذ آمن، وفقًا لوكالة رويترز.

الدولار الأمريكي

أوضح سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، أمس الثلاثاء، أن الاقتصاد الأمريكي أضعف مما تعكسه المؤشرات الاقتصادية السطحية، مشيرًا إلى تحديات مثل تقلب أسعار الفائدة، واستمرار الضغوط التضخمية، واعتماد الاقتصاد بشكل كبير على نمو قطاع الوظائف الحكومية، مؤكدًا أن الرسوم الجمركية تُعد مصدرًا مهمًا للإيرادات الحكومية.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.30٪ ليصل إلى 106.56، بعد أن سجل أدنى مستوى له هذا الأسبوع عند 106.12، وهو الأضعف منذ ديسمبر الماضي.

الرسوم الجمركية

علق تييري ويزمان، محلل العملات والأسعار العالمية لدى Macquarie، قائلاً إن العناوين الإخبارية المتعلقة بالرسوم الجمركية تزيد من عدم اليقين السياسي، وهو ما يؤثر بدوره على الالتزامات التجارية ويُقلل الضغوط التضخمية.

وأضاف "ويزمان"، أن الوضع الحالي يضع الاحتياطي الفيدرالي أمام مأزق يتمثل في الموازنة بين الضغوط التضخمية الناتجة عن تغييرات السياسة، وبين احتمالية تأثير تطبيق الرسوم الجمركية مستقبلًا.

على صعيد آخر، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى 4.074٪ أمس الثلاثاء، وهو أدنى مستوى لها منذ نوفمبر الماضي، لكنها ارتفعت بمقدار 3 نقاط أساس لتسجل 4.125٪ اليوم الأربعاء أثناء تداولات لندن.

مستقبل أسعار الفائدة في 2025

في أسواق المال، تتزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بنحو 54 نقطة أساس بحلول نهاية العام، ويعكس هذا التسعير احتمالية قيام البنك المركزي بخفضين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، بالإضافة إلى احتمال بنسبة 20٪ لخفض إضافي.

وأشار ديريك هالبيني، رئيس الأبحاث لدى MUFG، إلى أن أصواتًا متزايدة داخل البنك المركزي الأوروبي تدعو إلى التوقف عن تخفيض أسعار الفائدة قريبًا، موضحًا أن هذه التطورات تعزز الآمال بارتفاع إيجابي آخر في فروق أسعار اليورو مقابل الدولار، إلا أن المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية لا تزال تضغط على العملة الأوروبية الموحدة.

وتراجع اليورو بنسبة 0.25٪ ليسجل 1.0488 دولار، بعدما بلغ 1.0528 دولار يوم الإثنين الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ يناير.

مقدار تخفيض الفائدة

على الجانب الآخر، قالت العضو في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل إن المعدل الحالي للفائدة عند 2.75٪ قد لا يمثل عائقًا كبيرًا أمام الاقتصاد، مشيرة إلى استمرار النقاش حول مقدار التخفيضات الإضافية اللازمة في وقت لا يزال التضخم فيه أعلى من المستهدف.

ويتابع المستثمرون عن كثب تطورات المحادثات المتعلقة بالسلام في أوكرانيا، لما لها من تأثير محتمل على اقتصاد منطقة اليورو وأداء العملة الأوروبية.