استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السبت بالرباط، إيجلي حسني، وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا، ووقّع الجانبان على إعلان مشترك يبتغي تنشيط العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
وأكد بوريطة، ضمن كلمته، أن “هذه تعتبر أول زيارة للوزير الألباني إلى المغرب، وهي مهمة وذات أهمية خاصة، لأنها تأتي في إطار علاقات قوية بين البلدين الذين يحتفلان بالذكرى الثالثة والستين لإقامة العلاقات بينهما؛ فهذه الأخيرة علاقات متينة وتاريخية وقائمة على الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل”.
وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “آخر زيارة كانت قبل 10 سنوات، بينما هذه الزيارة تأتي في إطار إرادة ورغبة البلدين للرفع من علاقاتهم الثنائية وإقامة شراكة حقيقية تهم كافة المجالات بين البلدين”، متابعا: “علاقتنا ذات أرضية قوية؛ ولكن كانت بحاجة إلى إعادة تنشيط آلياتها وإغناء محتواها والرفع من سقف طموحاتها”.
ومن بين ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات البينية، وفق المسؤول المغربي ذاته، “إحياء وإعادة آلية الحوار السياسي، لأننا نعتبر أن ألبانيا فاعلة أساسية في منطقة غرب البلقان وهي من بين الدول التي لديها دور أساسي في الاستقرار والتنمية بالمنطقة؛ ومن المهم جدا تبادل الرأي معها حول المشاكل والتحديات ببحر الأبيض المتوسط”.
وجاء ضمن كلام بوريطة أنه “تم الاتفاق على انعقاد اللجنة المشتركة قبل نهاية السنة، والتي لم تنعقد منذ سنوات”. كما تم التأكيد على “وجود مجالات كثيرة للتعاون القطاعي، يمكن خلالها تشجيع تبادل الزيارات بين الوزراء القطاعيين والوصول إلى اتفاقيات في مجالات الطاقات المتجددة والأمن الغذائي ومجال السياحة وغيرها”.
وكشف وزير الشؤون الخارجية المغربية “إمكانية القيام بتنظيم منتدى اقتصادي لرجال الأعمال قبل نهاية السنة من أجل إبراز الفرص التي توجد بين البلدين في مجالات الاستثمار والتجارة؛ فألبانيا يمكن أن تكون بالنسبة للمغرب مدخلا لمنطقة البلقان على العموم وغربها بشكل خاص. والمغرب كذلك بإمكانه أن يكون مدخلا للقطاع الخاص إلى إفريقيا بالنسبة للقطاع الخاص الألباني”.
وثمّن بوريطة “الموقف الإيجابي والبناء لألبانيا من قضية الصحراء المغربية والذي ظهر في مجلس الأمن أو في العلاقات الثنائية وغيرها؛ فهذا الموقف سيكون نقطة انطلاق مهمة لعلاقاتنا الثنائية”، مؤكدا أن “المغرب وألبانيا نموذج لبلدين يحاولان التشجيع على التعاون وحل المشاكل بدل خلقها والترويج لها”.
كما أكد المسؤول الحكومي المغربي “تلقّيه من نظيره الألباني دعوة من أجل زيارة تيرانا، والتي ستكون قبل نهاية السنة بعدما ستكون مختلف النقاط التي تحدثنا عنها ووضعناها ضمن الأجندة”، كاشفا أنه “في إطار الجانب الإنساني وفي أفق انضمام ألبانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيتم القيام بخطوات من أجل رفع التأشيرة بين مواطني البلدين، في إطار تطوير العلاقات الثنائية والسياحية بين البلدين”.
0 تعليق