في لقاء لم يخلُ من التوتر والغرابة، قدّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدية غير مألوفة، تمثلت في حزام بطولة العالم للوزن الثقيل، الذي فاز به الملاكم الأوكراني الشهير أوليكساندر أوسيك في نزاله ضد البريطاني تايسون فيوري عام 2021.
ووفقًا لصحيفة "ذا صن" البريطانية، فقد أثار هذا المشهد اهتمام المتابعين، خاصة وأن مرافقي زيلينسكي حملوا الحزام على الطاولة أثناء المحادثات، مما جعل بعض المعلقين يتساءلون عن الغرض من تقديمه، وهل كان بمثابة رمز للقتال أم رسالة سياسية خفية؟
وقال أحد المستخدمين على منصة إكس: "آمل أن يكون هذا مجرد نسخة مقلدة". بينما أضاف آخر: "لا أستطيع التفكير في أي شخص يستحقه أقل منه".
تصاعد التوتر بين ترامب وزيلينسكي.. مواجهة تاريخية في المكتب البيضاوي
ما بدأ كمحادثات دبلوماسية، انتهى بمواجهة غير مسبوقة بين الرئيسين، حيث تصاعد التوتر بسرعة غير متوقعة أمام عدسات وسائل الإعلام. وكان ترامب يتحدث إلى زيلينسكي برفقة نائبه جيه دي فانس، الذي اتهم الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات دعائية بدلاً من التركيز على الحلول الدبلوماسية.
وردّ زيلينسكي بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، إلا أن هذه الفكرة لم تلقَ أي استجابة، لتتحول المحادثة إلى اشتباك لفظي، بلغ ذروته عندما وجّه ترامب كلمات حادة للرئيس الأوكراني قائلاً:
"أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة.. إما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد!"
وأضاف ترامب بلهجة ساخرة: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفًا لطيفًا".
"طرد دبلوماسي" من البيت الأبيض؟
لم يتوقف الأمر عند تبادل الكلمات الحادة، بل كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن تفاصيل مهينة لما تعرض له الوفد الأوكراني، بمن فيهم زيلينسكي، خلال زيارته للبيت الأبيض.
فبعد أن قرر ترامب أن زيلينسكي "ليس في وضع يسمح له بالتفاوض"، وجّه أوامره إلى وزير الخارجية مارك روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز لإبلاغ الرئيس الأوكراني بأن "وقت المغادرة قد حان".
لكن الإحراج لم يتوقف هنا، فقد أُجبر الوفد الأوكراني على المغادرة دون تناول العشاء، رغم أن وجبات الدجاج المشوي والسلاطة الخضراء والكريمة كانت معدّة بالفعل في ممر خارج مكتب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض.
وعندما احتج الأوكرانيون على المغادرة المفاجئة وأرادوا استكمال المناقشات، قيل لهم ببساطة: "لا".
إلغاء المؤتمر الصحفي وصفقة المعادن النادرة.. كيف انتهى الاجتماع؟
لم يكن الاجتماع ليكتمل دون صفقة اقتصادية هامة، حيث كان من المقرر توقيع اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، وهي معادن تُستخدم في الصناعات التكنولوجية والعسكرية. لكن بعد التوتر الحاد بين الجانبين، تم إلغاء توقيع الاتفاقية، مما زاد من تعقيد العلاقة بين البلدين.
وعلى إثر ذلك، ألغى ترامب مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا كان من المقرر عقده مع زيلينسكي، وأصدر بيانًا عبر الإنترنت قال فيه: "زيلينسكي غير مرحّب به حتى يكون مستعدًا للسلام"، في إشارة واضحة إلى ضرورة تقديم أوكرانيا تنازلات لإنهاء الحرب.
هل كان لقاء ترامب وزيلينسكي بداية القطيعة بينهما؟
يأتي هذا اللقاء في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط مطالبات متزايدة من بعض الدوائر السياسية الأمريكية بتقليص الدعم لكييف. وبالنظر إلى الخطاب الحاد الذي وجهه ترامب لزيلينسكي، يبدو أن العلاقات بين الطرفين قد تكون على وشك الدخول في مرحلة جديدة من التوتر وعدم الثقة.
0 تعليق